الحلقة المفقودة

  • 1/12/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ﻻ أعلم ما هو السر الخفي الذي يجعل جامعاتنا تعزف عن دعوة مثقفينا، من كتَّاب (مقال، رواية، شعر، مسرح) إلى إلقاء محاضرات على طلبتها، ولقاء الطلبة بالنخب الثقافية في البلد، وطرح الأسئلة عليهم، والاستفادة منهم، ومناقشتهم في أعمالهم، وهي فائدة للطالب وللمثقف، فالطالب يجدها فرصة في مقابلة من سبق أن قرأ لهم، ويتحاور معهم في بعض تفاصيل العمل ليفهم بعض الأشياء المبهمة عليه. أو ربما يكون الطالب موهوباً ولكن تنقصه بعض المفاتيح التي قد يصل إليها من خلال اللقاء، ونكسب بالتالي مبدعاً جديداً ينضم إلى مبدعينا، وهي فرصة لطلاب كلية الآداب كتطبيق عملي لما درسوه في الكلية، أو محاضرة لكسر الروتين، حيث أن الكاتب من خارج هيئة التدريس معروف في الأوساط الاجتماعية ومحبوب. وكأنها بذلك تعتبر حالة تغير الأكسجين بأكسجين جديد ينقي الهواء الجديد للطلبة، ويبث فيهم روحاً تكون أكثر قدرة على الابتكار والإبداع. ولو طرحت الفكرة على الطلاب وأخذ استفتاء على الشخصية المثقفة التي يرغبون في استضافتها هذا الشهر، أعتقد أنها سوف تسهم في خلق روابط جديدة وقوية بين الطالب والجامعة التي يدرس بها وتسهم الجامعة أيضاً في تعويد جيل اليوم على الطرق الديمقراطية في طرح الأفكار وتنفيذها، وبالتالي تكون الجامعة جزءاً من المجتمع لا منفصلة عنه. أما بالنسبة إلى المثقف فهذه التجربة بالتأكيد ستساعده في التعوّد على مناقشة أعماله الأدبية أمام جمهور كبير، بل متخصص في الأدب، وهنا تكون الأسئلة نوعية أكثر من تلك الأسئلة التي تطرح على المثقف في النوادي الأدبية والجمعيات الثقافية، وذلك لأن مرتادي تلك الأماكن ليسوا كلهم دارسين الأدب ولكن محبين له. وفي تصوري أن نوعية الأسئلة مهمة في اختبار قدرة المثقف على الإجابة، وليست أي إجابة، بل ما تكون مقنعة إلى الطالب، وإلا سيعاود السؤال، ولكن بطريقة أخرى حتى يقتنع بالجواب، وهي أشبه بمباراة بين الطالب والمثقف، ولكن النتيجة هي الفائدة للطرفين، وقد يخرج المثقف من ذلك اللقاء بفكرة عمل جديد. ما طرحته ليس بشيء جديد بل قامت فيما سبق جامعة الملك فيصل بالأحساء، بعمل مثل تلك اللقاءات وذلك بالتنسيق بين أمين الجامعة خالد السيف ومحمد عبد الرزاق القشعمي مسؤول مكتب رعاية الشباب، وذلك خلال عام 1396هـ واستضافت حينها الجامعة الشاعر والمفكر محمد العلي في محاضرة بعنوان «الحس الاجتماعي في الشعر العربي». وهي اجتهادات فردية كما وضح لي الكاتب محمد القشعمي بينه وبين أمين الجامعة ولم تكن تلك المحاضرة ضمن أجندة الجامعة وهي تحسب له، ولكن ما المانع أن تعود تلك الفكرة إلى الوجود، ضمن أجندة الجامعات وليس اجتهادات فردية نفقدها مع ذهاب الأشخاص الذين قاموا بها.

مشاركة :