أن تقدم مؤسسة وطنية كبرى، بحجم الخطوط الجوية العربية السعودية، على الاعتذار للمواطنين، الذين تضرروا من التقلبات الجوية، التي ضربت بلادنا ومنطقة الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية، وتسببت في تأخير حركة إقلاع وهبوط الطائرات، فهذا سلوك جدير بالاحترام والتقدير، رغم أن الظرف المناخي، خارج عن الإرادة. صحيح أن «السعودية» الناقل الوطني العريق، عانت كثيرا من سلبيات كثيرة، ربما أثرت بشكل هائل على سمعتها، خاصة ما يتعلق بمواعيد الرحلات، وشكاوى الركاب من الإهمال، وعدم الاستماع لشكاواهم أو احترام مواعيدهم، والاكتفاء بمبررات العلاقات العامة، التي تكتفي بالدفاع عن الشركة دون أدنى اعتراف بتقصير أو محاسبة، وربما كان هذا دافعا لتفضيل خطوط طيران أخرى، ولكن يبدو أننا أمام عهد جديد، أتمنى أن تسود فيه ثقافة الاعتذار عن الخطأ إذا وجد، وفهم النظرية الاقتصادية التي مفادها أن «الزبون على حق» في ظل المنافسة الشديدة على الخطوط والرحلات الدولية، وفي ظل أهمية الاعتراف بأهمية تشجيع النقل الجوي الداخلي الذي يتعامل مع بلد مترامي الأطراف وبحجم قارة، يجب أن نعيد الاعتبار لكيفية الاستفادة من ناقلنا الجوي في تعزيز حركة السفر الداخلية، بالتوازي مع ضرورة إحياء مشروع الربط الحديدي بين مناطق المملكة، بدل الخط اليتيم بين الرياض والدمام. خطوة الخطوط السعودية، يجب أن تلقى التقدير، حتى وإن كانت اعتذارا واجبا عن سبب لا دخل لها فيه، ولكنها في ذات التوقيت، تشير إلى أهمية التعامل اللائق الذي يجب أن يلقاه المواطن السعودي، من كل الهيئات والمؤسسات الرسمية أو حتى الأهلية. هذه الخطوة أو البادرة، يجب أن تحتذى، وتفهم كل المؤسسات الرسمية، أنها في خدمة المواطن أولا، وأنها إذا أرادت الاستمرار في تقديم خدماتها، فينبغي أن يكون الأساس هو زيادة عناصر الجذب، وأولها أن يشعر أي عميل أو مراجع بمساحة كبيرة من الاحترام، بدلا من أسلوب التعالي، أو «الشخط» والتطنيش. أتمنى أن يكون المراجع هو السيد الحقيقي، وأن الموظف أو المؤسسة، إنما هو خادم لدى أي مواطن، وأتمنى أن تكون ثقافة الاعتذار عند الخطأ، هي الأسلوب الأمثل الذي يعيد الاعتبار لأشياء كثيرة افتقدناها بسبب سلوكيات رعناء وحمقاء، يعتقد كل من يجلس على كرسي أو مكتب أنه الآمر الناهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. من هنا، وهنا فقط سنتقدم .. ذلك أن الشعوب المتقدمة، تكتسب قيمتها من احترام مواطنيها أولا.
مشاركة :