الألمان وثقافة الاعتذار!

  • 7/7/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا ينتظر النادي التاريخي بايرن ميونخ الألماني من المناسبات أو الأحداث، التي تجعله يبحث خلالها عن نفسه وقيمته، ذلك أن القيمة والعراقة والمكانة التي يتربع عليها، ظلت محفورة في ذاكرة الجميع، أجيالا بعد الأخرى، من خلال العديد من المواقف المعبرة والأحداث، والقرارات والتي أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن النادي، الألماني يقف على كتلة متينة، من الأسس والمبادئ، لا يمكن أن يتنازل عنها، بسبب حادث عابر، أو حكاية مفاجئة يمكن أن تحدث هنا أو هناك.! لم يتردد النادي البافاري العميق بتاريخه في الاعتذار للمسلمين عامة، عن الخطأ غير المقصود وصورة نشرها على حسابه في التويتر، أظهرت بعض اللاعبين يتناولون المياه بعد حصه تدريبية صباح الجمعة الفائت، اقتنع وخلالها، أنها يمكن أن تكون قد تسببت في جرح مشاعر، جماهيره وعشاقه من المسلمين الصائمين، وفي ثقافة الاعتذار التي يجسدها النادي البافاري، حكاية جديدة، ليس في توقيتها، أو المناسبة التي دفعت لحدوثها، بقدر ما يمكن الحديث عنها، فيما يخص الثقافة العامة والارث الكبير من المبادئ والقيم، الذي تقف عليها المؤسسة الألمانية، وجعلت منها، صورة مشرفة، ومستهدفة للعديد من المؤسسات الأخرى على أمل اللحاق بها، والعمل على الاستفاده من تجاربها، سعيا للبناء والتأسيس، ليس القابا وانجازات.! العديد من المؤسسات لا تذهب في الغالب الى الاكتراث، بمثل تلك الاتجاهات والقناعات، خاصة على مستوى ثقافة الاعتذار، اعتقادا من بعضها، أنها التقليل من قيمة الخبرات والارث والحضارة التي تقف عليها، وهي نفس القناعات، التي تعني في الغالب، الشعور بالنقص، وربما النقص نفسه، ذلك وبعد الاشارة الى أن أي مؤسسة أو قيادة تثق في قيمتها ومكانتها، لا يمكن أن تتردد لحظة واحدة في الاشارة والتوجيه للاعتذار، على أساس أن الوقوع في الخطأ لا يمكن أن يكون مقتصرا على صغرى المؤسسات فقط، بقدر ما هو الحدث للعديد من المؤسسات العاملة، بالحسابات البشرية الغير معصومة أساسا أو معفية من الوقوع في الخطأ! لا يمكن فصل ادارة الحساب الرسمي للنادي الشهير عبر تويتر، عن الادارة الالمانية العامة، المعروفة بالصرامة والانضباط، والتمسك بالأبجديات الادارية، لكنها الواقعية التي جاءت لتفرض نفسها على المشهد العام للنادي، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الادارة عبارة عن مواقف وأحداث، وأخطاء، ومن السهل جدا، أن تتجاهل الانصات لدعوات من الاعتذار، وبعد الاعتداد بقيمة كبرى، وأن الخطأ ظهر غير مقصودا، لكن ما هو أصعب، أنه ليس من السهل في حالة التجاهل للانصات، أن تقنع المتابعين ومن هم حولك، بالجدوى من قيمتك، وكيف هو مستوى الأسس والقيم التي تقف عليها، التي لها أن تعبر عن هوية وحضارة مؤسسة ألمانية، يظهر المتابعون من الخارج، ليس الألمان وحدهم، أكثر حرصا على صيانة تاريخها ومكتسباتها.!

مشاركة :