هل يفهمنا الغرب؟! | سلطان عبد العزيز العنقري

  • 1/13/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

سبق وأن تناولت موضوع الإرهاب مرات عديدة وقلت إنه صناعة غربية بامتياز ، وأن هؤلاء السذج الأغبياء ليسوا إلا أدوات تنفيذ ودمى تدار بالتحكم عن بعد بواسطة الغرب. القاعدة وغيرها من المسميات الإرهابية الجديدة كداعش وجبهة النصرة وغيرها من المسميات قدِمتْ لنا من الغرب منذ أفغانستان واستخدامهم في هزيمة الاتحاد السوفيتي سابقاً وطرده من أفغانستان ، بل إن انهيار الاتحاد السوفيتي سابقاً يعود لما يسمى بتنظيم القاعدة. وكان عناصر هذا التنظيم الإرهابي يجندون في كل مكان حتى في أمريكا ،في مساجد بروكلين ،في نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية! وتم تسليحهم وتدريبهم على أيدي عملاء الاستخبارات الغربية ،وتم تزويدهم بأحدث الأسلحة في ذلك الوقت ،ومن بينها صواريخ "ستنجر" الصغيرة جداً التي تحمل على الكتف ،والتي تسقط الطائرات ،والتي تم استعادتها منهم بالكامل إما بالشراء أو بغيرها بعد أن أدوا المهمة بالتمام والكمال؟! وبعدها تم إهمالهم من قبل الغرب وتركوهم يصولون ويجولون ليس فحسب في أفغانستان بل امتدت عملياتهم الإرهابية إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية ،وعندما اكتشف هؤلاء الأغبياء (الجماعات الإرهابية) أنه تم الضحك عليهم، واستخدامهم كأدوات باسم الجهاد والجنة وحور العين ،انقلب السحر على الساحر، أو ما يسمى بمثلنا الشعبي " غذ جريك يأكلك" ،فقاموا بالانتقام ممن ضحك عليهم ،وبدأت عملياتهم الإرهابية أكثر عنفاً ووحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً بأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي أودت بحياة أبرياء في طائرات ومبانٍ ومواقع عسكرية. بعدها نظر الغرب إلى هذه التنظيمات وصنفها بل وأدرجها في الأمم المتحدة على أنها منظمات إرهابية يجب مكافحتها ،والتي دفعت الثمن هي مجتمعاتنا العربية وذلك باحتلال العراق وتدميره وجعله لا تقوم له قائمة ،وسلم على طبق من ذهب للفرس في إيران ومازال إلى الآن ولاية من ولايات إيران! في البداية قدم الغرب هذه التنظيمات ،بعد أن صنعها، على أنها تنظيمات تحارب من أجل العدالة والحرية ،وأطلقوا على مقاتليها في ذلك الوقت "فريدوم فايترز" أي المحاربون الأحرار؟! ثم بعد أن أدوا المهمة ونفذوها على أكمل وجه جرموا هذه التنظيمات وأطلقوا عليها تنظيمات إرهابية ، مع الاستمرار برعايتها وتقديمها بمسميات أخرى غير مسمى القاعدة لكي يقولوا أنها غير صناعتهم ! الغريب أنه لا يوجد تعريف للإرهاب حتى هذه اللحظة إلا تعريفاً واحداً "إذ لم تكن معي فأنت ضدي " هذا هو تعريف الغرب للإرهاب لكي يكيلوا بمكيالين ، مكيال يخدم مصالحهم ، ومكيال آخر يدمر المجتمعات العربية والإسلامية! فقامت الاستخبارات الغربية بتجميعهم من كل بلد، وتسليحهم وتدريبهم وتزويدهم بالمعلومات الاستخبارية ،ووضعتهم في العراق وسوريا بمساعدة إيران الفارسية لكي يدمروا مجتمعاتنا بأيدي أبنائنا ،وتقسيم المقسم وإرهابنا بهم ،وصرفنا عن تنمية أوطاننا ،وجعل جل ميزانياتنا لمكافحة الإرهاب الذي هم صنعوه وقدموه لنا لكي نشغل مصانعهم لنشتري منهم أجهزة كشف المتفجرات والأسلحة وشراء أسلحة من مصانعهم ،ونستقدم شركات خبرة وتدريب وخبراء إلى غيرها من الهدر من أموال الشعوب لمحاربة ومكافحة تنظيمات هم صنعوها لنا. وهذا الضحك انطلى ليس فحسب على تلك الأدوات المنفذة وللمفتين والمنظرين لهم، بل انطلى على البعض من السذج الذين (بدون علم ووعي وإدراك) يفتون بنصرتهم ودعمهم وجمع التبرعات لهم؟! ولم يعرفوا أن الهدف من إعادة تجنيدهم هو التخلص منهم ،وإشغالهم في تدمير المجتمعات العربية والإسلامية ،وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين ،وأنه دين تخلف وقتل وإرهاب. وهدف آخر هو جعل دولهم آمنة بعيدة عن الإرهاب في زعمهم ! والمهم من الأهداف مجتمعة هو أن ننسى قضية فلسطين ،وتتنفس إسرائيل الصعداء في ظل وجود حكومتين لأراضٍ مقطعة الأوصال في فلسطين.؟! الغرب ،بالفعل ، لا يفهمنا لأننا نفهمه على حقيقته في مجال الإرهاب فهو المصنع له وهو المصنع للأجهزة والإمكانات التي تحاربه وتكافحه؟! الغرب لا يفهمنا لأننا فهمناه على حقيقته عندما لم يعرف الإرهاب التعريف الحقيقي الذي يجعل إسرائيل أكبر دولة إرهابية في المنطقة ،التي طردت أصحاب الأرض الفلسطينيين واستولت على أراضيهم وممتلكاتهم ،ولا يحرك الغرب ساكنا فإسرائيل هي صنيعة الغرب مجسداً بوعد بلفور المشؤوم؟! التعريف للإرهاب وفق ما يفهمه الغرب ،وليس نحن ، " إذا لم تكن معي فأنت ضدي" ،هذا التعريف للإرهاب لا يؤكل عيشاً هذه الأيام ، فالشعوب أصبحت أكثر وعياً أكثر من ما مضى ،والإعلام الجديد الذي صنعوه كشفهم على حقيقتهم ،وأن ألاعيبهم وحيلهم لجعلنا شعوباً متخلفة نتطاحن فيما بيننا لا تنطلي علينا. فرنسا تعرضت للإرهاب من نفس الكأس الذي تجرعنا منه مرارة الإرهاب. الإرهاب لم يعد سلعة تسويقية للغرب ليهددنا بها متى ما شاء ،ويبتز ميزانيات العرب والمسلمين . الإرهاب لا يعرف حدودا فجميع الدول ساحة وميدان له، هذا هو بيت القصيد فهل فهمنا الغرب هذه المرة؟!

مشاركة :