في علم النفس،هناك مرض نفسي،من الأمراض العصابية النفسية،يطلق عليه (الفوبيا) phobia،وهو مصطلح إنجليزي يقصد به الخواف النفسي وهو من الأمراض النفسية العصابية المنتشرة في عصرنا الحاضر. علماء النفس يرون أن الرهاب أو الخواف النفسي " الفوبيا " هو "خوف مرضي مبهم ليس له ما يبرره في حياتنا الواقعية". وتأخذ الفوبيا أشكالاً عديدة ولكن من أهمها الخوف من الأماكن المرتفعةAcro phobia .،والخوف من الأماكن المغلقة Claustro phobia. والخوف من الأماكن المكشوفةAgora phobia ..وهذا المرض النفسي العصابي (العصاب بضم العين) والمسمى الفوبيا غالباً ما يكون نتيجة خبرات ومواقف مؤلمة مرت على الشخص أثناء مرحلة الطفولة المبكرة أو المتأخرة وتم كبتها في اللاشعور(العقل الباطن).ولكي نوضح للقارىء الكريم مدلولات هذه الأنواع الثلاثة ،الأكثر انتشاراً بين الناس، نورد عدة أمثلة من أجل توضيحها.النوع الأول،الخوف من الأماكن المرتفعة والذي يتمثل بحالة شاب يبلغ من العمر (17 سنة ) كان يخاف من الوقوف على السطوح والأماكن المرتفعة، والسبب يعود إلى حادثة وقعت لهذا الشاب عندما كان طفلاً وعمره لم يتجاوز العشرة أعوام.فعندما كان يساعد والده في رش البناية بالماء التي تبنى ويملكها والده ـ بعد وضع قوالب الخرسانة ـ انزلقت رجل الطفل وسقط من الدور الأول ولكن من حسن حظه أنه سقط على أكوام من الرمل كانت تستخدم في عملية البناء ولم يصب إلا بشُعر بسيط في ساقه.بعد هذه الحادثة أصبح لدى الطفل خوف شديد من أي مكان مرتفع ويتحاشى الصعود للأدوار العليا والوقوف على السطوح.أما النوع الثاني المتمثل بالخوف من الأماكن المغلقة فيتجسد بهذه الحالة لشابة عمرها ( 13 سنة ) كانت تخاف من الجلوس في أماكن مغلقة . فهذه الشابة الصغيرة مرت بخبرة مؤلمة تتلخص في أن أهلها تركوها في إحدى الليالي عندما كان سنها ـ في ذلك الوقت ـ الخمس سنوات في البيت وذهبوا لزيارة الأقارب وعندما تنبهت أثناء النوم لم تجد أحداً في البيت، ووجدت الأبواب مغلقة خافت وأخذت تصرخ وتبكي وبعدها أصبحت تنتابها نوبات خوف أثناء وجودها في أماكن مغلقة .أما النوع الثالث وهو الخوف من الأماكن المكشوفة تتلخص بحالة لهذه السيدة في إحدى المدن الأمريكية شاهدت أمامها جريمة قتل في أحد الشوارع بينما كانت ترقب وصول زوجها من العمل من أحد الشبابيك المطلة على الشارع العام ، بعد هذه الحادثة المؤلمة أصبحت هذه السيدة تلازم البيت ولاتخرج للشارع إلا بصحبة زوجها. وإلى جانب تلك المخاوف المرضية هناك أناس تنتابهم مخاوف من الحيوانات الأليفة كالقطط مثلاً ، ومن الحشرات الصغيرة كالصراصير وغيرها، والبعض تنتابه مخاوف من الطيور غير الجارحة ، وهناك من يخاف من الناس ، وهناك من يخاف من الظلام والليل Nycto phobia ، وهناك البعض من الأشخاص يرون أن هناك من يتتبع خطاهم عندما يمشون في مكان مظلم .وهناك من يخاف من عبور الجسور والكباري والأنفاق، وهناك من يخاف ركوب الطائرات والسفن وغيرها، وهناك من يخاف من مشاهدة الدماء وغيرها من المخاوف النفسية المرضية المبهمة وغير المبررة.علم النفس الإكلينكي كان في بداية السبعينيات الميلادي من العلوم التي لا يجوز تدريسها في جامعاتنا وبخاصة أبو علم النفس سيجموند فرويد الذين يرون أنه دنس الطفولة بنظرياته التي تتحدث عن الجنس لدى الأطفال! علم النفس ونظرياته وتكنيكاته واختباراته النفسية كاختبارات الذكاء والشخصية والإسقاطية والعضوية واختبارات قياس الميول والاتجاهات وغيرها أصبحت من ضروريات الحياة. كتب علم النفس الحديثة تشير إلى أن نصف الأمراض العضوية مرجعها نفسي بحت بل إن البعض من الدراسات والأبحاث ذهبت أبعد من ذلك والتي تقول أن ثلثي الأمراض الجسمية مرجعها نفسي، وهذا ليس بمستغرب إذا وضعنا في الاعتبار العلاقة بين العقل والجسم psychosomatic بمعنى أن العقل يؤثر في الجسم، وكذلك الجسم يؤثر على العقل somatopsychology . علم النفس علم قائم بذاته ويعتمد عليه علم الإعلام الذي يعتبر (آفة العلوم) لأنه ليس علما قائما بذاته فلا توجد له نظريات بل معتمد إعتمادا كليا على نظريات علم النفس وبخاصة في " التواصل" communication. نعود إلى مرض الفوبيا أو الرهاب وكيف أنه أصبح عائقا في ممارسة حياتنا اليومية بشكل طبيعي بعيدا عن مخاوف مبهمة وغير مبررة بسبب خبرات مؤلمة مررنا بها استقرت في عقلنا الباطن وأصبحت مصدر إزعاج لنا وتعيق من أداء أنشطتنا اليومية وبذلك لابد من فهمها حتى نتجاوزها ونعيش حياة سوية بدون مخاوف غير مبررة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :