هل ستتلاحق روسيا نفسها؟! | سلطان عبد العزيز العنقري

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مقال سابق ،قبل عدة أسابيع ،قلت أن الغرب وإيران نصبوا فخاً لروسيا في سوريا ،وأنها ابتلعت الطعم، وقلت أن الدب الروسي لم يتعلم الدروس من أفغانستان. والآن هذه روسيا بدأت تدفع ثمن تدخلها في سوريا. فدعمها لنظام بعث عفن ولرئيس واحد يقذف على رؤوس شعبه الحمم والبراميل المتفجرة كفيل بتعجيل انهيار روسيا كدولة عظمى؟! التدخل في دولة لحماية نظام على حساب شعب ووطن مصيره الفشل ،هكذا علمنا التاريخ. الدخول في حرب استنزاف ليست فحسب مكلفة مادية بل وبشرية مع جماعات إرهابية جلبتها استخبارات أجنبية وإيرانية وإسرائيلية وغيرها. إسقاط الطائرة المدنية الروسية بداية لهذه الخسائر البشرية والمادية ، ثم إسقاط تركيا لمقاتلة روسية داخل المجال الجوي التركي ،وهي تلاحق المقاومة المعتدلة في سوريا ،خسارة ثانية ،وإسقاط المقاومة للمروحية الروسية التي هبت لانتشال الطيار ومرافقه أيضاً خسارة ثالثة في غضون أقل من شهر؟! الخسارة الكبيرة تتمثل في دخول روسيا في حرب استنزاف مكلفة جداً والأكثر خسارة هي معاداتها من قبل دول وشعوب المنطقة. الرئيس الأمريكي عندما سئل ،في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي هولاند ،عن إسقاط الأتراك للطائرة الحربية الروسية قال «بأن الطائرة دخلت الأجواء التركية على الحدود في منطقة لا يوجد فيها داعش بل مقاومة معتدلة معارضة للنظام ولو أن روسيا لم تأتِ لمناطق المقاومة المعتدلة لما حصل ما حصل»؟! بوتين ينتهك سيادة أجواء دول ويطلب من رئيس تركيا الاعتذار؟! في حين المفترض أن يعتذر هو ؟! مشكلة بوتين أنه تناسى أن تركيا عضو في الحلف الأطلسي (الناتو) ؟!وبذلك فان أي اعتداء على تركيا سوف يواجه من قبل الحلف بأكمله . وتناسى أيضا أن تركيا دولة مسلمة ولن يتركها العرب والمسلمون ؟! فتركيا دولة ذات سيادة على أراضيها وليس من حق روسيا أن تطارد مقاومة سورية معتدلة تدافع عن شعب أعزل هجَّره نظام فاشي. الشعب السوري المتعلم الراقي البطل يدوسه مجرم قاتل بمساعدة عصابات الحرس الثوري الإيراني وحزب الشيطان في لبنان والمجرم العميل نوري المالكي الذي سرق الخزينة العراقية وأودعها في حسابات سرية. الشعب السوري شعب يناضل من أجل حريته ومن هذه العبودية لنظام قمعي همجي لعقود طويلة ولم يسىء في يوم من الأيام لروسيا أو لشعب روسيا لكي يُعامَل بهذه الطريقة المخزية من قبل الروس . روسيا اليوم تدفع ثمن الفيتو وثمن تدخلها ولكن لتذكير الروس فإن سوريا لن تكون أوكرانيا أخرى والقادم الأسوأ لروسيا سوف تكشفه الأيام إذا لم تتلاحق نفسها.

مشاركة :