أسئلة تطرح نفسها وبقوة ،في هذا الزمن الرديء : هل بالفعل نحن مسلمون حقاً؟ للإجابة على هذا التساؤل نقول إذا كان من يتسمى بالإسلام هو فقط من يشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمداً رسول الله، عليه الصلاة والسلام، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان، والحج لبيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ،دون تطبيق فعلي كما جاء به الدين الإسلامي العظيم ، وفي الوقت ذاته ينتهك الضرورات الخمس ،( الدين والنفس والعقل والعرض والمال) ،التي أتى بها هذا الدين لكي يحافظ عليها ، فهذا ليس بمسلم. هل الدين الإسلامي هو دين قتل للأنفس البريئة دون وجه حق ؟ قال تعالى (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ،وكذلك إرهاب الناس وتخويفهم ،والاستيلاء على ممتلكاتهم ،وانتهاك حقوقهم؟! الإجابة بالنفي فهو دين سلام ومحبة ودين وسطي لا يقبل التطرف في أي اتجاه. هل الدين الإسلامي يحرض على الفتن وزعزعة أمن واستقرار الشعوب والأوطان؟ والإجابة مرة أخرى بالنفي. قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). هل الدين الإسلامي دين تخلف ؟ الإجابة بالنفي فهو دين بقيمه وبمبادئه يواكب كل زمان وكل مكان. فهو دين عصري، وهو آخر الأديان التي نزلت من السماء. إذاً أين مكمن المشكلة ؟! مكمن المشكلة في عقول ملوثة تستخدم الدين الإسلامي وتفسره بالطريقة التي ترضي رغباتها ونزواتها الشاذة ،وتحقق توجهاتها وتطلعاتها ومكاسبها الدنيوية ولكن لا ترضي الخالق الله جلت قدرته. تم نعت أكثر من مليار مسلم بالإرهاب والتخلف بسبب جماعات متخلفة عقلياً . عالم أصبح يشفق علينا أكثر ممن يتسمون بالإسلام اسماً. دين تم تشويهه بالكامل من قبل جماعات تسمي نفسها بمسميات دينية مع الأسف والدين منها براء. جماعات استغلت التقنية الحديثة ليس لإسعاد البشرية والنصح والوعظ والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة بل استخدمت تلك التقنية في غسل عقول شباب صغار في السن قاصرين لا حول لهم ولا قوة ،والتغرير بهم وتجنيدهم لجهاد مزيف ،وجعلوا أولادنا وقوداً لحرائقهم التي أشعلوها في كل مكان. هذه الألفية الجديدة هي ألفية رديئة بجميع المقاييس. هل يعقل أن مجموعات مسلحة تستخدم سيارات نقل خاصة وليس مركبات مخصصة لنقل العسكر ،وبدون غطاء جوي ،وبدون أية معلومات استخبارية ، وبدون أية استراتيجية عسكرية يقومون باحتلال المدن بهذه السرعة ،ويسقطون الواحدة تلو الأخرى؟! هل وصلت بنا السذاجة والغباء للتصديق بهذا الهراء والتخريف ؟! أليس وراء هؤلاء دول أجنبية تزج بهم بملابس دينية لا تمت للإسلام بصلة ،أقرب ما لها هو تكرار للحروب الصليبية يقوم بها ممن تسموا بالإسلام اسماً ؟! هل يصدق عاقل أن من يقوم بقصف المطارات وتدمير الطائرات التي تملكها الشعوب هو بالفعل مسلم كان ينبغي ان يحافظ على ممتلكات بلده وناسه؟! هل من يقوم بذبح البشر كالخراف وقطع رؤوسهم أمام الملأ في مقاطع تقشعر لها الأبدان هو مسلم ؟! لم نر في تاريخنا الإسلامي أن المسلم أوغير المسلم يذبح كالنعاج؟! دين ينتهك والبعض يصفق لما يقوم به هؤلاء المعتوهون. أوطان تدمر وأعراض تنتهك والبعض يجمع تبرعات لمن ينحرون الناس وينتهكون أعراضهم بمسميات "جهاد النكاح" وغيرها من المسميات ،ويدعمونهم ويؤيدونهم بالكلمة وبالفعل بل ينظرون إلى هؤلاء الغوغائيين على أنهم هم حماة الدين وغيرهم زنادقة وملحدون ؟! من سمّم وحرَّف عقول هؤلاء الغوغائيين العملاء ؟! ومن دربهم وزج بهم ليصبحوا من محترفي الجريمة المنظمة؟! من أتى بهم لأوطاننا ليصبحوا معاول هدم لكل جدار نبنيه ،ولكل طريق نرصفه ،ولكل قوت نزرعه؟! أسئلة مشروعة تطرح نفسها لكي نعري ونفضح من أتى بهم ليزعزعوا أمن واستقرار الشعوب، ويوقفوا التنمية ،ويدمروا اقتصاديات الأوطان، ويحرفوا مناهج التعليم لكي تتماشى مع أهدافهم السقيمة، وينصبوا أنفسهم أوصياء علينا وعلى كل مقومات الحياة. الساكت عن الحق شيطان أخرس. جماعات غوغائية تدمر أوطاناً وتذبح شعوباً وهيئة أمم متحدة وجامعة دول عربية لا تحرك ساكناً ،وتقف مكتوفة الأيدي تتفرج على تدمير الأوطان وقتل الشعوب ولو حصل هذا في أوروبا أو غيرها لهبَّت هيئات حقوق الإنسان للدفاع عنهم ،ولعقد مجلس الأمن جلسات طارئة بالليل والنهار ،وإجازات نهاية الأسبوع،حتى يقضوا على تلك الفتنة. عنصرية بغيضة تمارسها هيئة أمم متحدة يفترض أنها تعنى بالأمن والسلم العالميين فتكيل بمكيال ناقص للشعوب المستضعفة وتكيل للشعوب والأوطان القوية بمكيال كامل؟! تقنية جعلت شعوب الأرض يعيشون في قرية صغيرة ،ومصالح جعلت شعوباً أخرى يدفعون ثمن امتلاكهم لثروات طبيعية أودعها الله تحت أراضيهم لكي ينعموا بها لهم ولأجيالهم. ونختم حديثنا بمقولة الإمام محمد عبده-رحمه الله-(وجدت إسلاماً بلا مسلمين أما في بلاد الاسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام). للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :