منذ انهيار أسهم ٢٠٠٦ تحول الشعب السعودي إلى شعب نكتة، تفجرت ينابيع الإبداع من تحويل مرارة المعاناة إلى سخرية باسمة تداوي أحزان خسائر الأسهم والمساهمات والغلاء وضيق الحال ! لم يعد يمر حدث أو تصريح دون أن يتحول إلى مجال للسخرية والتندر والنكتة مهما كانت مرارته، برزت مواهب الكوميديا في مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات «اليوتيوب»، وانتشرت مقاطع «الواتس آب» الفكاهية حتى أصبحت فنا ينافس فن المحترفين في التلفزيون! ولم يعد المسؤولون يخشون عند إطلاق تصريحاتهم وزلات ألسنتهم من انتقادات كتاب الرأي والصحفيين بقدر خشيتهم من انتقادات المغردين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ! إنه الحال الجديد الذي فرضه الواقع الجديد في مجتمعنا بعد أن كنا نراقبه في مجتمعات أخرى حولت تردي أوضاعها وفقرها إلى لوحة كوميدية تداوي بها مرارة معيشتها وتتغلب بها على إحباطها وتسلح به آمالها بمستقبل أفضل! أعود لسؤال العنوان: هل الشعب السعودي شعب خفيف الدم ؟! طبعا لا، بل إن «بعضه» شعب سريع الغضب، سهل الاستفزاز، حاد الطباع، متعصب لرأيه، منتقد لغيره، تستطيع أن تتعرف على أي من طباعه هذه بمجرد الاحتكاك به في الشارع أو مناقشته في «تويتر» ! نحن نمر بمرحلة تقمصنا فيها دور الفكاهة وحولناه إلى قناع آخر من تلك الأقنعة التي نضعها لإخفاء تناقضاتنا ! نسيت أن أضيف صفة أخرى .. سريع «الدرعمة» لذلك أذكر بأنني قلت «بعضه» ولم أعمم !
مشاركة :