دكتاتورية مدير

  • 9/25/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طلب حضور الإعلاميين العاملين تحت إدارته وحينما اجتمعوا في قاعة الاجتماعات وقبل وصول سعادة المدير العام كل واحد منهم يسأل من كان جواره.. ما هو الموضوع؟! ولماذا تم استدعاؤنا؟!! وافترض كل واحد منهم افتراضاً عن مبررات هذا الاجتماع.. وبينما هم كذلك أطل سعادته عليهم متجهماً وسلم على الجميع شفهياً بسلام يكاد لا يسمع ثم عدل المايكرفون وقربه من فمه ورحب بهم بشكل مقتضب وبدأ في خطبته التهديدية والتي ذكر فيها أن البعض من المحررين والكتاب الذين يعملون تحت قيادته يسلطون الضوء على أوجه القصور في إدارته وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه ولا يمكن قبوله واللي عنده ملاحظات على أداء الإدارة ومخرجاتها عليه تبليغ الإدارة العامة للعلاقات العامة لتحيطني علماً بآرائكم ومن تجاوز هذا التوجيه سيكون مصيره مصير زميلكم (فلان ) مدير (......) حينما انتقد سوء تنظيم مستودع الإدارة؟ فماذا كان مصيره؟ نقلناه إلى المستودع وحينما سألنا عن السبب ذكرنا له المصلحة العامة اقتضت ونريد منك أن تصلح الخلل الذي وجدته في المستودع والذي ذكرته في مقالتك؟!! يعني بالمختصر المفيد كل من ينتقد الإدارة إعلامياً سيكون مصيره مصير زميلكم الذي نقل إلى المستودع مفهوم كلامي؟!! وأقفل الاجتماع وغادر والإعلاميون يتبادلون النظرات غير مصدقين بما سمعوه وأصبح كل واحد منهم أمام خيارين إما أن ينتقد ويكتب عن أوجه القصور ويرضي ضميره وعندها قد يفقد منصبه.. أو يسكت عن الأخطاء وعندها يحتفظ بمكانه ومكانته عند سعادة المدير العام. وبعد هذا الموقف ظهر كل إعلامي على حقيقته.. الكاتب الصادق كتب بصدق ولم يرهبه تهديد سعادته!! والكاتب المتلون لبس رداءه الحقيقي وأظهر وجهه الحقيقي وبدأ يتلون وكتب عن سعادته كل الأشياء الجميلة عنه وعن حسن إدارته والتي ليس لها على أرض الواقع نصيب. وهنا الفرق بين الكاتب الذي يحترم نفسه وقلمه وقراءه وكاتب يبحث عن مصلحته الشخصية ولا شيء آخر غير تلك المصلحة.

مشاركة :