قد لا يتفق معي كثيرون على الصفة التي أطلقتها على المشروع الإيراني، فهو في نظرهم ليس مخيفاً ولا يستحق كل ذلك العناء، لأنه في النهاية مشروع سينتهي إلى فشل ذريع، خاصة في أعقاب التدهور السريع لأسعار النفط خلال الأشهر القليلة الماضية. وأياً كانت النظرة إلى مدى خطورة المشروع الإيراني، فإن من الواضح أنه مشروع توسعي يحاول التمدد بذكاء متلبسا بغباء لأنه يزعم شيئاً ويفعل نقيضه، ويقول نصاً ثم يطبّق معكوسه. فمن ناحية تزعم إيران أنها في صف الشعوب الثائرة المستضعفة ثم هي تبطش بالشعب السوري المقاوم لسلطة بشار الأسد القمعية الانتهازية الظالمة المستبدة. ومن ناحية أخرى تلعن الشيطان الأكبر المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية خلال النهار ثم تتزوج به متعة أثناء الليل!!. أياً كانت أهداف وحدود وتطلعات المشروع الإيراني، وأيا كانت إنجازاته على مدى 35 عاماً، فإن الذي لا خلاف عليه هو أنه مشروع يقوم على باطل، ويتكئ على كذب وخداع وتزييف للحقائق. أول الباطل استناد المشروع الإيراني على بكائية واهية تزعم انتصارها لآل البيت وحبّها للحسين ووالدته الزهراء ووالده الإمام علي رضي الله عنهم أجمعين. وأما الانتصار فهو على أهل السنة الذين هم المحبون الحقيقيون لآل البيت. وهكذا تضرب الصفوية المارقة اسفيناً في الجسد المسلم ليعيش واهناً ضعيفاً يُؤتى من الداخل أولاً قبل أن يستطيع الالتفات إلى الخارج. وفي المقابل.. لا بد من الاعتراف بأن إيران قد نجحت إلى حد كبير في تنفيذ عدد من أهدافها لأن رؤيتها كانت واضحة وخططها بعيدة، ولأنها وظّفت كل مواردها البشرية والمادية والعسكرية للمضي قدماً نحو غاياتها البعيدة، في حين تشتت الجهود المقابلة التي أخطأت التوجه أحياناً كما زاغت عن الاتجاه الصحيح أحياناً أخرى. المحصلة أن إيران الصفوية لا تختلف كثيراً عن إسرائيل الصهيونية، فكلاهما يحلم بالتوسع والتمدد والاستحواذ مهما كان الثمن وأياً كانت الوسيلة. بقي علينا أن نحسب لكلا المشروعين الصفوي والصهيوني ألف حساب، وأن ننسى الوهم الذي يتردد على مسامعنا كل صباح ومضمونه: استحالة إقدام إيران على هذا الفعل أو ذاك، فلا مستحيل في عالم يموج بالفتن والفوضى والدجل. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :