* عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قبل الحديث عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وألقابه، لا بد أن تغتسل الحروف، وتتوضأ الكلمات، ولمَ لا؛ فهو النور المبين، والسراج المنير، ورحمة الله للعالمين. وفي البداية نقرر بأن الاسم يختلف عن اللقب وعن الكنية؛ فالكُنْيَةُ: هي كل مُرَكَّبٍ إضافي صُدِّر بـ «أَبٍ» أو «أُمٍّ»؛ لتسهيل المناداة واحترام مكانة الأشخاص وتقدير أعمارهم، مثل: أبو بكر، أم كلثوم، وقد تبدأ الكنية أيضا بابن أو ابنة، أو أخ أو أخت، أو عم أو عمة، أو خال أو خالة، مثل: ابن الرومية، وابن الهيثم،...إلخ، ولا يشترط أن يكون للشخص ابن أو ابنة حتى يُكنَّى بهما. ومن أشهر ما كُنّي به رسولنا الكريم «أبو القاسم». وأما اللّقب فهو ما يُطلق على الشخص من غير اسمه، كصفة اكتسبها وتُنسب إليه، ويكون اللقب بعد اسمه الأوّل، والألقاب في العربية كما تكون محمودة وهي الغالب مثل (زين العابدين)، فهناك ألقاب مذمومة يتصف بها بعض الأشخاص مثل: (سارق المسجد)، وقد حرَّم الله التنابز بالألقاب قال تعالى: (وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ). والنبي عليه الصلاة والسلام كان يُلقَب بأفضل الألقاب وأعظمها، ومنها: الصادق الأمين؛ حيث اشتهر بصدقه وأمانته بين قومه قريش، وكالصديق فهو لقب لأبي بكر، والفاروق وهو لقب عمر بن الخطاب، وذي النورين وهو لقب عثمان بن عفان رضي الله عنهم. في حين أن الاسم: وهو الغالبُ، هو ما دلَّ على معنى في نفسِه، غيرِ مُقْتَرِنٍ بأحدِ الأزمنة الثلاثة، مثل: زيد وعمر. وأسماء النبي (صلى الله عليه وسلم) وألقابه وصفاته استخرجها العلماء، وشرحوا معانيها، وصنَّفوا فيها، وبلغت من الكثرة حدا كبيرًا، لدرجة أن بعض العلماء أوصلها إلى مائتين؛ بل إن بعضهم أوصلها إلى الألف، وأسماء النبي الكريم، كلها ألقاب وأوصاف ونعوت، توجب لجنابه العظيم كل كمال وجلال ومدح في إطار كماله البشري. * ومنها ما جاء في القرآن الكريم، مثل: (النور، والسراج المنير، الشاهد، والمبشر، والنذير، والمنذر والمبين، والداعي إلى الله، والمذكر، والشهيد، والمزمل، والمدثر، والخبير، والحق المبين، والرءوف الرحيم، والكريم، والمكين، والرسول، رسول الله، طه، يس، والنبي الأمي، والولي، والهادي، عزيز، رؤوف رحيم... وغيرها) وكلها لها شواهد من القرآن الكريم. * ومنها ما ورد في القرآن والسنة النبوية، مثل: (أحمد ومحمد). * ومنها ما ورد في السنة الشريفة مثل: (الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والمتوكل)، قال رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم): (إِنّ لِي خمسة أَسْمَاء: أَنَا مُحمّدُ، وَأَنا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الّذِي يَمْحُو الله بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ عَلَى قَدَمَيّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ؛ أي الّذي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌ). * ومنها المشهورة بين العلماء والأولياء والفقهاء، ومن بينها: (المختار، المصطفى، الشفيع، المشفع، والصادق، والمصدوق، نبي التوبة، نبي الرحمة، نبي المرحمة، نبي الملحمة، الرحمة المهداة، سيد ولد آدم، حبيب الرحمن، الأمين، صاحب الشفاعة والمقام المحمود، إمام المتقين، سيد المرسلين، قائد الغر المحجلين، خاتم النبيين، الرسول الأعظم، العروة الوثقى، المختار، المصطفى، المجتبى، صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، الصادق، المعصوم، المُبلغ، الفاتح، الأمين، والرحمة، والنعمة، والهادي، والأمين، الفاتح، الهاشمي، حميد، المجتبى، المصباح، خاتم النبيين، قدم صدق، العروة الوثقى....). والله أعلم.
مشاركة :