فيما أعلنت جهات حكومية رسمية أن نسبة عنوسة الفتيات 33%، طالب متخصص في الأمن الاجتماعي بطرح رؤية مستقبلية للأسرة السعودية، على مدى السنوات العشر المقبلة، تتناول حلولا إرشادية مبتكرة لتعزيز قيم التعاضد والتكافل الأسري، في مواجهة ظواهر التفكك والعنف والعنوسة. وقال أمين جمعية وئام للرعاية الأسرية الدكتور محمد العبد القادر، أن وزارة التخطيط السعودية، ذكرت أن عدد اللواتي لم يتزوجن في العشرية الماضية وتخطين عمر 30 عاماً وصل إلى 1.529.418 فتاة، بنسبة تصل إلى 33.45% من إجمالي عدد النساء في المملكة البالغ 4.572.231 فتاة. وشدد على وجوب صياغة هندسة المجتمعات التي ترتكز على منهجية بحثية ميدانية، ينفذها مختصون في مجال الدراسات السكانية والتعليمية والصحية، وعلمي الاجتماع والنفس، ورجال القضاء، وخبراء في المجال الأمني. وقال الدكتور محمد العبد القادر إن هندسة المجتمعات علم حديث لم يتم تسخيره في العالم العربي بشكل جيد حتى الآن، ويتطلب وقفة جادة من الجهات المسؤولة لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع، وتحويله من مجرد مصطلح إلى ممارسة فعلية على أرض الواقع. وضرب مثلاً على ذلك بقوله: إن المجتمع السعودي يشجع منذ فترة تزيد عن عقدين من الزمن على تأصيل مفهوم الزيجات الجماعية لمحاربة ظاهرة اجتماعية خطيرة تتمثل بتفشي العنوسة، وهذه المبادرات تتم في إطار يغلب عليه القالب التطوعي والمبادرات الفردية والنهج الإداري للقائمين على جمعيات الزواج، وآن الوقت لتقنين هذه الأفكار ووضعها ضمن استراتيجية هندسة المجتمعات من خلال مفهوم إصلاحي اجتماعي أشمل وأعم، يراعي خطط التنمية في المناطق والمحافظات والمدن، بحيث تقدم خدمات شاملة لرعاية الأسرة، وبما يتسق مع خطط البنية التحتية والتنمية المستقبلية التي تختص بقطاعات التعليم والصحة والخدمات البلدية والإسكان وغيرها. ويرى العبد القادر إنه لا يمكن أن نبادر إلى حل مشكلة العنوسة لنجد أنفسنا وقد وقعنا في مشاكل أكبر وأخطر ترتبط بالتأثير السلبي لخطط التنمية المجتمعية، فالزيجات الكثيرة والمتتالية والتي تظهر في مهرجانات الزواج الجماعية يجب أن يصاحبها تخطيط استراتيجي سليم في إطار صياغة شمولية لهندسة المجتمع، بحيث يتم التنسيق مع خبراء في مجال الأسرة والسكان والأمن والصحة والبلديات والإسكان والتربية والتعليم وغيرها من القطاعات الحيوية، لتقدير معدل الخصوبة في كل منطقة، والمواليد المتوقعة، ونسبة الكثافة السكانية بعد عشر سنوات، والاحتياجات الخدمية التي تحتاجها المنطقة بناء على ذلك، مشيرا إلى أن من نتائج ذلك نهضة حضارية، وتنمية مستدامة، ومحاربة للظواهر المجتمعية السلبية، وعلى رأسها مشكلة العنوسة. وأوضح أمين جمعية وئام للرعاية الأسرية أن جمعيات الزواج لا تزال تركز على الجانب التنظيمي، مطالبا بالبحث عن حلول ذات صبغة مجتمعية تضمن استقرار الزواج وديمومته، عن طريق توفير فرص وظيفية، وخلق استثمارات مشتركة للزوجين عن طريق مبادرات مدعومة من قبل الشركات الوطنية الكبرى في القطاعين العام والخاص. وأشار إلى أن الملتقى السابع لجمعيات رعاية الأسرة السعودية سيقدم نحو 30 بحثا حديثا لم تعلن في ملتقيات سابقة. داعيا المهتمين إلى المشاركة في الملتقى الذي يقام تحت عنوان (الأسرة السعودية 1445) في 11 و12 فبراير المقبل في فندق الشيراتون بالدمام.
مشاركة :