قال مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث ان نسبة العنوسة لدى الفتيات في الوطن العربي تفاقمت بسبب ظهور وانتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) اضافة الى بروز عوامل مستجدة اخرى أدت الى ارتفاع نسبة تأخر الزواج في المجتمعات العربية. وذكر المركز في تقرير له نشر أمس الأحد بعنوان (تصنيف العربيات الأكثر عنوسة في 2021) ان تبعات الجائحة وزعزعتها للاستقرار الأسري والاقتصادي رفعتا من نسبة تأخر الزواج الذي سجل تصاعدا مستمرا منذ عام 2013 في الوطن العربي مضيفا ان الزواج اصبح "فوبيا تتضخم في المجتمع العربي". وأوضح ان التعليم وإثبات الذات والمساعدة في إعالة الأسرة أمور اصبحت أولوية لدى شريحة واسعة من الفتيات العربيات على حساب الزواج مشيرا الى ان زيادة تسجيل تراجع حالات الزواج المبكر وارتفاع معدلات تأخر سن الزواج "فاقما من ظاهرة مقلقة وهي العنوسة خاصة الاختيارية". وأفاد ان القيود التي فرضت في المجتمعات العربية نتيجة لانتشار فيروس (كورونا) منذ عام 2020 زادت من مؤشرات تردي أوضاع معيشة الفرد العربي بارتفاع البطالة والفقر وتراجع المقدرة الشرائية بسبب تضخم الأسعار إضافة إلى تعقيدات اخرى فاقمتها قيود التنقل التي فرضتها المخاوف من العدوى والتي قيدت فرص التواصل والتعارف بقصد الزواج. ولفت الى ظهور عوامل نفسية لدى البعض مثل الاكتئاب والعزلة التي ولدتها المخاوف من الجائحة خاصة مع نمو حصيلة الضحايا مؤكدا ان تلك العوامل اثرت على قرارات وفكرة الزواج في العامين الماضيين. وبين ان ارتفاع نسبة "ادمان الانترنت" ادى الى اضطراب رؤية شريحة واسعة من الشباب بشأن فكرة الارتباط وذلك لزيادة "ثقافة التشكيك وعدم الثقة" في الجنس الاخر خصوصا على منصات الاتصال الاجتماعي التي "يشوه من خلالها البعض فكرة الزواج بربطها بالفشل بالنظر لزيادة نسبة الطلاق". وأوضح ان هناك نقصا فادحا في رواج ثقافة التوعية بمقاصد الزواج اضافة الى محدودية المساحة الاعلامية او المراكز المخصصة للتدريب على التعايش والسلوك الايجابي بين الجنسين مشيرا الى ان الحروب والصراعات التي اثرت سلبا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية تعد من العوامل الأخرى التي أدت الى زيادة سن الزواج في الوطن العربي بشكل عام.
مشاركة :