كنا - وربما لم نزل نحتفظ بالخصلة - في بلادنا كرماء ونبادر إلى تلبية حاجة الغير، ربما قبل أن يسألها، ونعطف ونجامل حتى لو افتُقدت القناعة في جدوى تلك المساعدات. ولم نكن ندري ان من دفعنا لهم المساعدات الكبيرة معرضون للتقلّب حسب الأنواء واتجاه الريح . واقعنا الآن يتحدث عن تلك الأبيات الشعرية التالية بصوت مسموع : - ومن يصنع المعروف في غير أهلهِ يُلاقي كما لاقى مُجير ام عامرِ أعدّ لها لما استجارت بقربهِ مع الأمن ألبان اللقاح الدرائرِي فأشبعها حتى إذا ما تمكنتْ فَرَتْهُ بأنيابٍ لها وأظافر فقل لذوي المعروف هذا جزاءُ من يُقدّم معروفاً إلى غير شاكرِ وتروي كتب التراث أن الكرم عند عرب الجزيرة تقليد عرقي، مع أن المُتبصّر لا يُصدق أن رجلا يكرم وحشا كاسرا متوحشا سمعتهُ لا تترك أثرا جيدا في النفس، وهو الضبع . والكثير من قصص التراث انتُحلت، بدليل اختلاف رواية الأبيات.. والمهم هنا هو ابراز روح الحنان والشفقة والعطف والرأفة، وبذات الوقت التحذير من كرم وتعب لا يذهب هدرا بل ينقلب وبالا على فاعله. وشخصيا أعتقد أن المعرفة الوحيدة لدى غير العرب عن العرب تنبع من قصص قديمة هابطة المستوى وضعيفة التوثيق والمصداقية، ولدينا من الخيال السردي أسفارا (يا غلام أعطه مئة ألف دينار) . لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :