كلمة ومعانيها - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 4/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يرجّح ان ولادة علم الاقتصاد بدأت عام 1778 من قبل الفيلسوف الاسكتلندي آدم سمث Adam Smith الذي نشر دراسة حول طبيعة وأسباب ثروة الشعوب. استوحى سميث هذه الدراسة من كتابات الإغريق وبعض ما كتب من القرن الخامس عشر ولكن ليس هناك اسم محدد ساهم أكثر من سميث في تأسيس ما يعرف اليوم بالمدرسة الاقتصادية الكلاسيكية. مالم تكن مُختلقة أو جيء بها على سبيل التندر فقد سمعتُ قصة أن أحد غير المتابعين للشأن العام في إحدى مدننا سأل تلميذ جامعة ماذا تدرس؟ فقال التلميذ: أدرس الاقتصاد. قال السائل: لا حاجة إلى دراسة وامتحان وسهر وتطويل، اجلس عند "عمك" فلان، وشرط تصبح مُعلم اقتصاد. وفي ذهن ذلك الرجل أن الاقتصاد هو الحرص على الفلوس وعدم إنفاقها والتفريط بها. وربما كان البخل معروفاً أو شائعاً في البلدة عن ذلك "العم"!! بصفة عامة، في اللغة العربية، نستخدم مصطلح الاقتصاد كمرادف للادخار أو لخفض الإنفاق. وقد يكون الاقتصاد في الواقع نتيجة لزيادة كفاءة التنظيم الداخلي لشركة ما أو على المستوى الفردي. مفردة الاقتصاد لم تكن بهذا الشهرة والتعميم إلا بعد الحرب العالمية الثانية. كانت معروفة ولها مدارسها ومنظّروها ومفكروها، لكنها وصلت إلى احتكار وزارة بأكملها. فتارة يؤخذ منها جزء لينضم إلى وزارة المالية، وتارة تكون ضمن التخطيط. لكنني ألحّ على أن الكلمة في العربية والإنجليزية تميل إلى تعريف البخل. بدليل أن الدرجة السياحية في الطائرات تسمى: ECONOMY. وأذكر قصيدة شعبية قيلت في المدح، وبيت منها يقول: وانت الذي للجود والجود مريود + حاتمْ، وحاتم لو حَضرْك اقتصادي. لا حظوا أن شاعر النبط هذا، وقد أوصلته ثقافته إلى المعرفة التامة بحاتم الطائي المشهور، أخذ الاقتصاد على أنه التوفير. فحاتم الطائي سيبدو موفّرا للمال لو حضر كرمَك أيها الباذل (يقصد الممدوح). لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :