لبنان: الخطط الأمنية في صلب حوار «المستقبل» و«حزب الله»

  • 1/19/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لا يبدو بأن التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة التي ترصدها القوى الأمنية يوميا ذات تأثير على الحوار الجاري بين "تيار المستقبل" من جهة وبين "حزب الله" من جهة ثانية، ويبدو قرار الحوار بين الطرفين حاسما وجدّيا وهو سينعقد في جولته الرابعة في 26 الجاري برعاية مباشرة من رئيس مجلس النواب نبيه برّي. الطلاق بين التيارين السياسيين تواصل منذ 5 أعوام لكنّه يسير اليوم على الخطى الصحيحة بهدفين رئيسيين: تنفيس الاحتقان السنّي الشيعي والتوافق على تنفيذ الخطط الأمنيّة التي بدأت شمالا وهي ستمتدّ الى البقاع الشمالي وربما الى الجنوب وصولا الى مخيّم "عين الحلوة" حيث يختبئ مطلوبان اثنان متهمان بتنظيم تفجيرات انتحارية وتحريك خلايا نائمة وخصوصا إبان تفجير "جبل محسن" حيث قضى عشرات الشهداء في تفجير انتحاري مزدوج داخل مقهى، والمطلوبان هما" شادي المولوي وأسامة منصور. في هذا الإطار يقول مصدر سياسيّ مطّلع على أجواء الحوار ل"الرياض" بأنّ " الحوار السني الشيعي لا يهدف الى انتخاب رئيس للجمهورية بل لتخفيف الاحتقان في الشارع اللبناني". وتطبيق الخطط الامنية"، ويشير المصدر:"عندما يغلي المرجل من الاصلح تنفيسه لتخفيف الحرارة كي لا يطير الغطاء". في موازاة التلاقي الشيعي السنّي ينتظر الشارع المسيحي اللقاء بين قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس "التيار الوطني الحرّ" العماد ميشال عون، ولم يتحدد موعده بعد.وسوف يشهد هذا الحوار في هذا الأسبوع هدوءا ملحوظا إفساحا في المجال أمام النّقاشات الدّاخليّة عند الطّرفين للإتفاق على ورقة العمل المشتركة في إطار المرحلة الأولى. ويخضع الحوار الجاري بين العونيين والقواتيين الى منهجيّة سياسيّة في العمل، فهو ليس ارتجاليّا وخصوصا وأنّ نقاط الخلاف كثيرة ومتراكمة بعد انقطاع بين الطرفين دام 30 عاما! تتألف المرحلة الأولى من الحوار من جزءين وفي نهاية الجزء الثاني من المرحلة الأولى سيحصل اللقاء بين الجنرال عون والدكتور سمير جعجع، وهو لن يكون فولكلوريّا بحسب طابخي اللقاء. أما تتمّة المحادثات المعمّقة فستعود الى النائب ابراهيم كنعان من جهة والى مسؤول جهاز الإعلام والتّواصل في "القوّات اللبنانية" ملحم رياشي لبلورة ما تمّ انجازه ولمتابعة الملفّات التي لم يتمّ التوصّل الى حلّها. يرفض الطرفان الخوض في تفاصيل النقاط المشتركة، مركزين على أن ثمة قواسم مشتركة مذكرين بمدّة الطلاق بين الطرفين وهي قرابة الثلاثين سنة، وهي مدّة طويلة تحتاج الى تقليص والى بناء ثقة متزعزعة لدى الطرفين بالطرف الآخر، وهذا أمر يمكن استشعاره من خلال الحوار الجاري بالواسطة لغاية اليوم. مراحل الحوار غير محدودة بمدّة زمنية وهي ستنتهي مع الإعلان النهائي لاتفاق تاريخي ينهي كليا التباينات والخلافات بين القوّتين المسيحيتين وصولا الى احترام كامل بين مؤيّدي الطرفين. وقال مصدر سياسي مطّلع على الحوار المسيحي ل"الرياض" بأنّ التفاؤل حياله ينبغي أن يبقى حذرا، مشيرا الى أنّ " الوضع المسيحي مهتز داخليا ولا تعويل على حسّ التسوية والتضحية لدى القطبين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع،فالصحوة لدى الاخوة-الأعداء مستبعدة جدا، والاكثر تفاؤلا يتوقعون تنظيما مسيحيا للخلافات من دون التوصل الى الاتفاق على الرئاسة الأولى".

مشاركة :