عاصفة انتقادات في لبنان ردًا على نصر الله لكن الحوار بين «حزب الله» و«المستقبل» مستمر

  • 3/29/2015
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت المواقف الأخيرة التي أطلقها أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله التي هاجم فيها المملكة العربية السعودية ودول الخليج على خلفية المستجدات اليمنية، استياء عارما في صفوف الوسطيين وقوى 14 آذار، التي وضعتها بإطار «الغضب والإحباط والتوتر». إلا أن عودة السجال بين طرفي «حزب الله» وتيار المستقبل، لم تنسف الحوار القائم بينهما، وهو ما أصر على تأكيده نصر الله، وكذلك رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. الحريري رد على الكلمة التي ألقاها نصر الله، مساء يوم الجمعة، مشيرا إلى أن «اللبنانيين استمعوا لعاصفة من الكراهيات ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج ردا على (عاصفة الحزم) ضد التغلغل الإيراني في اليمن»، مضيفا أن «عاصفة الكراهية لا تستحق سوى الإهمال، لأنها وليدة الغضب والإحباط والتوتر». ورأى الحريري في بيان أن «الإصرار على وضع مصالح إيران فوق مصلحة لبنان، أمر قائم منذ سنوات. لن نعترف بجدواه ولن يدفعنا اليوم إلى مجاراته بردود متسرعة»، وأشار إلى أن «العلاقة مع السعودية ودول الخليج، كانت وستبقى أكبر من أن تهزها الإساءات والحملات المغرضة». وكذلك ذكر الحريري بأن «السعودية قدمت للبنان والدول العربية الخير والسلام والدعم الأخوي الصادق، وسواها قدم ويقدم مشاريع متطورة للحروب والنزاعات والهيمنة»، إلا أنه أكد الاستمرار بالحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، قائلا: «لأن مصلحة بلدنا تعلو فوق كل اعتبار، فإننا نؤكد على ضرورة مواصلة الحوار لحماية لبنان». ومن جهة ثانية، قال النائب نعمة طعمة، عضو اللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال «عاصفة الحزم» لا يطاول دولة أو طائفة أو مذهبا، وهو ليس اعتداء على دولة اليمن الشقيق، وإنما أتى من أجل استقرار أمن اليمن والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والأمة العربية جمعاء. وجراء هذه العملية، فإن السعودية صانت كرامة العرب أمام هذا التوسع الممنهج من قبل إيران؛ إذ إن المملكة لا تضمر أي ضغينة لأي دولة ولشعوبها، وسمتها الاعتدال والتسامح والسلام، إنما بلغ السيل الزبى جراء هذا الانقلاب على الاتفاقات اليمنية، ناهيك عن التمدد من العراق إلى سوريا. وأعرب طعمة عن «تقدير وامتنان كل العرب لقيادة المملكة العربية السعودية لهذا التحالف الواسع بعد القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو قرار حكيم ورأي سديد، مثمنا دور القوات السعودية المسلحة والقوى الخليجية والعربية المشاركة في هذا التحالف». ولفت إلى أن لبنان، وفي هذا الظرف بالذات، لا يمكنه إلا أن يكون إلى جانب المملكة التي كانت ولا تزال إلى جانبه في السراء والضراء ومدت له يد العون في كل المحن والحروب التي مر بها، وبالأمس القريب، كانت المكرمة السعودية السخية للجيش اللبناني، مدينا كل الحملات التي تطاول المملكة لأحقاد سياسية وعقائدية في آن، إلا أن اللبنانيين يبادلون السعودية الوفاء وعرفان الجميل، متوقعا أن تسفر عملية «عاصفة الحزم» عن نتائج كبيرة ستغير الواقع السياسي والعسكري الذي كان سائدا قبل هذه العملية، قائلا: يمكنني القول إن ما بعد هذه العملية ليس كما قبلها. وشن محمد كبارة، النائب في كتلة تيار المستقبل البرلمانية، هجوما عنيفا على نصر الله، متوجها إليه بالقول: «نحن لا نصدق كلامك يا سيد حسن، ولكن، بالله عليك، أتصدق أنت ما قلته؟ أما المملكة العربية السعودية، فما قلته عنها يا سيد حسن لا قيمة له ولا يستحق ردا ولا تعليقا، إذ بدا واضحا أنه أولى نتائج الحزم مع من لا يفقه الحكمة القائلة: (احذروا غضب الحليم)». وأضاف كبارة في بيان: «معك حق يا سيد حسن، إيران لم تضطهد الشعب العراقي، بل قتلته يا سيد حسن. وإيران لم تضطهد الشعب السوري، بل قتلته يا سيد حسن. إيران، يا سيد حسن، لم تضطهد الشعب اللبناني بل قتلته وأنت معها في بيروت وعبرا وطرابلس والبقاع وعرسال وفي كل مكان. إيران لا تحتل لبنان ولا سوريا ولا العراق، بل اللبنانيون والسوريون والعراقيون يحبون إيران ويحترمون إيران، بحسب زعمك. بربك، هل تصدق كلامك هذا يا سيد حسن؟» أما رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي فلاحظ أنه على الرغم من الانقسامات الحادة في المواقف بين الأفرقاء اللبنانيين والتصعيد الكلامي، فإن هناك «حرصا» لدى نصر الله بداية والحريري ثانيا على «ضرورة استمرار الحوار الذي لا يجب في أي حال من الأحوال أن يتوقف بما يبعد عن لبنان المخاطر المحدقة والداهمة التي تلف المنطقة برمتها».

مشاركة :