إعلان الولاء لرفاقي الأعداء..! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 1/23/2015
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

صَاحب المهنَة -أي مهنَة- يَجب أنْ يَكون لَه أعدَاء، والعدَاوة في هَذا المَجَال هي التي تَجعل الشّخص يَتطوّر ويَتميّز ويَتقدَّم، ويُسابق غَيره..! إنَّ صنَاعة الأعدَاء فَنٌّ لَا يَفهمه كَثير مِن أصحَاب الطّموحات؛ والبَاحثين عَن النَّجَاحَات، لذلك -أيُّها القُرَّاء والقَارِئات- إذَا أَردتُم النَّجَاح فاصنَعوا العَدَاوَات..! قَبل سَنَوَات، قَرأتُ قصّة نَجاح رَجُل أعمَال بريطَاني، فوَجدتُ أوّل عبَارة في كِتَابه؛ المَثَل البريطَاني الشَّهير الذي يَقول: (If you dont have enemy make one)، وتَعني أنَّه إذَا لَم يَكن لَديك عَدوٌّ فاصنَعه، لأنَّ العدوّ هو المُنَافس الذي يُحرِّك فِيك دوَافع النّجاح؛ والتقدُّم والاستمرَار..! مِن هُنَا كَانت الدّول المُتقدِّمة تُوجِد أحزَاب المُعَارَضَة؛ وحكُومات الظِّلّ، لكَي تَكون عدوًّا ومُحفِّزًا للحكُومَات التي عَلى رَأس السُّلْطَة، وقَد اختَصَر الحِكَاية -فَقيه الأُدبَاء وأَديب الفُقَهَاء- الإمَام الشَّافعي حِين قَال: عُدَاتِي لَهُمْ فَضْلٌ عَلَيَّ وَمِنَّةٌ فَلاَ أَبْعَدَ الرَّحْمَنُ عَنِّي الأَعَادِيَا هُمُ بَحَثُوا عَنْ زَلَّتِي فَاجْتَنَبْتُهَا وَهُمُ نَافَسُونِي فَاكْتَسَبْتُ المَعَالِيَا إنَّ عَدَاوَة الأعدَاء؛ هي التي تَجعل الإنسَان يَقظًا، بَاحثًا عَن النّجَاح والتَّفوُّق، وأَعنِي بِهِ التيقُّظ للعَدو؛ الذي يَجعل الحيوَانَات تَستمر في حيَاتها، فالفَأر يَبني جُحره وَفق إستَراتيجيّة تَحميه مِن عدوّه القط، والرَّاعي في صَحرائه اتّخذ الكَلب؛ لكَي يَحميه مِن عدوّه الذِّئب، وهَكَذَا تَقوم الحيَاة عَلى التَّدافُع بَين الأعدَاء، لأنَّ كُلّ وَاحد مِنهم يُريد الظَّفَر بالنَّجَاح، فيَظهر بَينهما التَّنافُس، وتَشتعل بَينهما الغِيرَة، ويَحلّ بَينهما الصّرَاع، ليَتقَاسما لُقمة التَّفوُّق..! صَدّقوني إذَا قُلتُ لَكُم: إنَّ عَدَاوة الأعدَاء؛ أكثَر فَائِدة وأعظَم نَفعًا مِن صدَاقة الأصدقَاء، لأنَّ العَدو صَادِق فِي عَدَاوته، بَينما الصَّديق قَد يُجامل في صَدَاقته، ويُداهن في تَقرّبه إلَى صَديقه..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُشيد ببَيت المُتنبِّي؛ الذي بَيّن أنَّ الصَّدَاقة قَد تَجلب المَضرّة، والعَدَاوَة قَد تَجلب المَسرّة، حِين قَال: وَمِنَ العَدَاوَةِ مَا يَنَالُكَ نَفْعُهُ وَمِنَ الصَّدَاقَةِ مَا يَضُرُّ وَيُؤْلِمُ وبَقي أيضًا أنْ أُذكّر بأنَّني لَستُ نَاجِحًا، ولَكن قَد يَراني البَعض مِن كَتيبة النَّاجحين، وإذَا كَان مِن فَضل؛ فالفَضْل -بَعد الله- يَرجع إلَى أعدَائي وحُسّادي، الذين جَعلوني أَنْهَض مِن رُقادي..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :