المعارضة السورية تدرس في القاهرة خريطة طريق للمستقبل

  • 1/23/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غرق ممثلون عن تيارات المعارضة السورية في اجتماع بدأ في القاهرة أمس، ومن المقرر له أن يستغرق يومين، في التفاصيل، وعما إذا كان أعضاء «الائتلاف الوطني» قد حضروا في شكل «رسمي» أو «رمزي». ويُتوقع أن يخرج المجتمعون بتصور في خصوص «خريطة طريق للمستقبل» تتضمن رؤية المعارضة لطريقة خروج سورية من أزمتها الدموية المستمرة منذ أربع سنوات. ودفع هذا الجدل الفنان السوري جمال سليمان إلى القول في الاجتماع: «إننا لا نملك رفاهية الاختلاف»، داعياً أطراف المعارضة السورية المجتمعة في القاهرة، إلى ضرورة العمل على توحيد صفهم والخروج برؤية موحدة من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، ومن أجل أن تكون هناك رؤية موحدة «للقضاء على حكم الاستبداد». وكان المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مجلس مستقل من ديبلوماسيين سابقين ورجال فكر وأعمال، دعا المعارضة السورية بمختلف أطيافها إلى «حوار صريح» حول حل الأزمة السورية. ووجه الدعوة في هذا الإطار إلى جامعة الدول العربية التي مثّلها السفير طلال الأمين. وقال رئيس مجلس الشؤون الخارجية السفير محمد إبراهيم شاكر في الجلسة الافتتاحية إن الاجتماع يضم كوكبة من الشخصيات الوطنية السورية، معبّراً عن الأمل في فتح المجال أمامهم للتوافق حول رؤية وطنية في شكل مستقل وبعيداً من أي ضغوط بهدف تمكينهم من طرح «مشروع سياسي وطني لمستقبل سورية». واستغرقت الجلسة الافتتاحية نحو 10 دقائق، وتقرر تحويل الجلسات إلى مغلقة. وشهدت أروقة المجلس في ضاحية المعادي جنوب القاهرة حالة من الجدل والخلاف حول الجهات والشخصيات المشاركة وطبيعة الدعوة التي وجهت إليها. وبدا المجلس المصري حريصاً على أن يكون الاجتماع وديّاً، فجمع السوريين المعارضين في الداخل والخارج وليس «التكتلات» السياسية المعارضة. ولم يرد المجلس، بحسب مصدر موثوق به، إعطاء انطباعات بأن حوار القاهرة بديل عن حوار موسكو المقرر في 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، ولكن في إمكانه أن يكون حواراً تمهيدياً لحوار موسكو الذي سيتخذ طابعاً رسمياً (وسيضم معارضين في البدء قبل أن يتوسع ليشمل المعارضة والنظام). ورد المصدر على عدم دعوة دمشق إلى حوار القاهرة السوري بالقول إن الاجتماع مخصص للمعارضة السورية «بمختلف كياناتها». وكانت الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني» شكّلت وفداً برئاسة نائب رئيس «الائتلاف» هشام مروة وعضو الهيئة السياسية صلاح درويش وعضو الهيئة العامة قاسم الخطيب للقاء «هيئة التنسيق الوطنية» في القاهرة، وقال بيان لـ «الائتلاف» إن لقاء القاهرة يأتي «في إطار الحوار السوري - السوري الذي بدأه الائتلاف مع بقية فصائل المعارضة السورية وتياراتها وشخصياتها». وأوضح أن مسودة وثيقة «المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سورية» ستكون هي محور النقاش بين الطرفين خلال اللقاء المقرر انعقاده في العاصمة المصرية، إضافة إلى مذكرة التفاهم التي تم تداولها في الأيام القليلة الماضية. على أن مشاركين من «الائتلاف» أصروا على أنهم يحضرون بصفتهم الشخصية. وقال الرئيس السابق لـ «الائتلاف» هادي البحرة، إن حوار القاهرة «سوري- سوري»، ولا يحتاج إلى أي دعم دولي، وإنه مهمة وطنية سورية على السوريين أنفسهم القيام بها، معرباً عن أمله بأن يكون هذا الحوار تمهيداً وأساساً يُبنى عليه لأي مؤتمر دولي حول القضية السورية. ويشارك في اللقاء عدد من الشخصيات السورية، مثل أحمد الجربا، هادي البحرة، فايز سارة، صلاح درويش، قاسم الخطيب (خمسة من الائتلاف من أصل عشرين وجهت لهم الدعوة)، وكل من: صفوان عكاش، أحمد العسراوي، آصف دعبول، ومحمد حجازي (من هيئة التنسيق). وصرح الخطيب بأن الاجتماع سيخرج بوثيقة موحدة للمعارضة السورية تحدد طبيعة التحرك في إطار موحد، مضيفاً أن «الوثيقة الموحدة» أطلقت عليها «هيئة التنسيق» مسمى «خريطة طريق للمستقبل»، وأوضح أن هناك وثيقة قدمت من قبل «هيئة التنسيق» من ٦ نقاط تم تعديلها من الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» بوثيقة من ١٣ نقطة، ومن المفترض أن يتم الاتفاق على الصيغة النهائية للنقاط المقترحة. ونقلت «فرانس برس» عن محمد حجازي رئيس فرع الوطن العربي في «هيئة التنسيق» إن المعارضة تأمل في تحقيق أهداف متعددة من هذا الاجتماع. وأوضح أن «الغرض من المؤتمر مناقشة موضوع الذهاب للقاء موسكو وتوحيد الرؤية السياسية للمعارضة السورية وتشكيل لجنة سياسية للتحضير لصياغة هذه الرؤية وإنشاء صندوق وطني لتعزيز تنفيذ هذه الرؤية السياسية». ووجه الفنان سليمان، الذي قدّم نفسه سورياً مستقلاً، في كلمته في افتتاح الاجتماع، الشكر لمصر وجهدها من أجل استضافة المجتمعين، ودورها في الجمع بين أطراف المعارضة السورية. وقال إن السوريين يتطلعون إلى أن يخرج الاجتماع بما يدعم ويساعد في تحقيق الهدف الذي خرجت من أجله الثورة السورية، لافتاً إلى أن السوريين «يتطلعون لتأسيس الدولة السورية، القائمة على دستور يؤكد حقوق المواطنين، العمل وفق مبدأ حرية المواطنة، والقضاء على حكم الاستبداد». وأكد سليمان أن المعارضة يجب أن تتحد لتغري الدور المصري، العربي، الإقليمي، والدولي في دعم «مطالب الشعب السوري»، معرباً عن تطلعهم «بشغف» إلى دور مصري «قوي وفعال» في هذا المجال. وقال إن «الشعب السوري يتطلع إليكم وينتظر منكم الاتفاق على كلمة واحدة، خاصة أننا تربطنا مصالح واحدة، ومعركة واحدة». وأكد أن «كل مبادرة وكل جهد سياسي لا يمكنه إنهاء الحرب في سورية إلا عبر العمل على إنشاء دولة تؤمن بالديموقراطية». وأشار إلى أنه «كسوري مستقل» يرى أن اليوم وغداً (أي يومي الاجتماع)، هما «يومان حساسان جداً في مسار الثورة السورية حتى نخرج ونحن نحمل ورقة التفاهم».

مشاركة :