حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من أن إطاحتها تهدد بتعطيل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، متحدثة عن مفاوضات حاسمة مع التكتل تستمر أسبوعاً. في الوقت ذاته، رأى زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن في تنظيم استفتاء ثانٍ على «الطلاق» خياراً مستقبلياً. وواجهت ماي أزمة، منذ أعلنت مسوّدة لاتفاق توصّل إليه مفاوضوها مع بروكسيل الأربعاء الماضي، فاستقال 4 وزراء، بينهم وزير «بريكزيت» دومينيك راب، كما يسعى نواب من حزب المحافظين الحاكم إلى إطاحة رئيسة الوزراء. وتحدّد مسوّدة الاتفاق أطر ترتيبات لـ «شبكة أمان» لمنع عودة النقاط الحدودية بين إرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة وجمهورية إرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، في حال فشل الطرفان في التوصل اإلى اتفاق حول التبادل التجاري الحرّ، بعد فترة انتقالية مدتها 21 شهراً. وفي محاولة لتبديد قلق بريطانيا إزاء انفصال إرلندا الشمالية عن باقي المملكة المتحدة، وافق الطرفان على إقامة منطقة جمركية موحّدة بين الاتحاد والمملكة، تطبّق إرلندا الشمالية فيها قواعد السوق الأوروبية الموحّدة، في ما يتعلّق بحركة كل البضائع. وقالت ماي لشبكة «سكاي نيوز»: «الأيام السبعة المقبلة ستكون حاسمة، إذ تتعلّق بمستقبل بلدنا. لن يُشتت انتباهي عن العمل المهم. تغيير القيادة في هذه المرحلة لن يُسهّل المفاوضات. ما سيفعله هو أنه سيعني أن هناك أخطاراً، وسيؤجّل المفاوضات وسيكون هناك خطر تعطيل الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو إحباطه». وأشارت إلى أن فرق التفاوض تعمل «ونتحدث الآن»، مضيفة أنها تعتزم زيارة بروكسيل ولقاء رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وتابعت أنها ستتحدث كذلك مع زعماء آخرين من الاتحاد، قبل قمة للتكتل مرتقبة في 25 الشهر الجاري يُفترض أن تشهد المصادقة على الاتفاق. وأوردت صحف بريطانية أن 5 وزراء بارزين من مؤيّدي «بريكزيت»، يعملون معاً من أجل الضغط على رئيسة الوزراء لتغيير الاتفاق. لكنها كتبت مقالاً في صحيفة «ذي صن أون صنداي»، ورد فيه: «لا خطة بديلة على الطاولة. لا يوجد منهج مختلف يمكن أن نتفق عليه مع الاتحاد. إذا رفض النواب الاتفاق يعيدوننا إلى المربع صفر. وسيعني ذلك مزيداً من الانقسام ومن الغموض، وفشلاً في تحقيق نتيجة تصويت الشعب البريطاني». في السياق ذاته، قال كوربن إن تنظيم استفتاء ثانٍ على «الطلاق» هو «خيار للمستقبل، لا للوقت الراهن»، وزاد: «إذا نظمنا استفتاء غداً، على أي شيء سيكون؟ ماذا سيكون السؤال المطروح»؟ وجدّد وزير الدولة لشؤون اسكتلندا ديفيد مونديل ثقته بماي. وأقرّ بأن لديه «تحفظات» على مسوّدة الاتفاق، مستدركاً أن الخيارات الأخرى «تُعتبر أسوأ». لكن وزير الخارجية الإرلندي سايمون كوفيني رأى أن الوزراء البريطانيين المؤيّدين للمسوّدة «لا يعيشون في العالم الحقيقي» إذا اعتقدوا بأنهم يستطيعون إعادة التفاوض عليه مع الاتحاد. وأوردت صحف بريطانية أن 5 وزراء بارزين مؤيّدين لـ «الطلاق» يجهدون لإقناع ماي بتعديل مسوّدة الاتفاق، هم مايكل غوف وليام فوكس وكريس غرايلينغ وبيني موردونت وأندريا ليدسوم. وأبدت ليدسوم «تصميماً كاملاً على مساعدة رئيسة الوزراء للتوصل إلى أفضل اتفاق ممكن لبريطانيا»، واستدركت: «لا يزال في إمكاننا فعل مزيد، ولا يزال أمامنا متسع من الوقت قبل انعقاد مجلس الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر» الجاري في بروكسيل. وتعهدت العمل «في شكل كامل من أجل الحصول على بريكزيت الذي صوّت لمصلحته 17,4 مليون شخص» في استفتاء نُظم عام 2016. وكان ديفيد ديفيس، الوزير السابق المكلّف ملف «بريكزيت»، استقال نتيجة معارضته اتفاق «الطلاق». وكتب على «تويتر» أن التفاوض على اتفاق تبادل حرّ مع الولايات المتحدة فور خروج بريطانيا من الاتحاد «لن يكون ممكناً إذا وافقنا على مشروع الاتفاق المقترح من الحكومة مع أوروبا، ما سيعرقل أي مفاوضات مع أميركا».
مشاركة :