أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن بلادها تسعى إلى اتفاق تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي، لدى انسحابها من التكتل، فيما لفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إمكان إبرام اتفاق خاص بين المملكة المتحدة والاتحاد، بعد «الطلاق»، مستدركاً بوجوب الحفاظ على السوق الموحدة. وأشارت ماي إلى أن حكومتها تعتزم إبرام اتفاق تجاري يتجاوز اتفاق الاتحاد الأوروبي مع النروج أو كندا، معتبرة أن بريطانيا تتفاوض من موقع مختلف عن موقفي الدولتين. ونفت أن يكون الأمر «عملية انتقاء»، وقالت لصحيفة «بيلد» الألمانية: «نريد التفاوض من أجل التوصل لاتفاق شامل للتجارة الحرة، ولاتفاق أمني. إننا في موقف مختلف عن كندا أو النروج. ننسحب من الاتحاد الأوروبي، لا من أوروبا». ورجّح وزير مكتب رئاسة الحكومة ديفيد ليدينغتون مشاركة بريطانيا في نموذج جديد للتعاون الأوروبي بعد «بريكزيت»، مستبعداً أن تنضمّ بلاده مجدداً إلى الاتحاد في شكله الحالي. ورأى «تضليلاً» في تلميحات قادة في الاتحاد إلى احتمال أن تبدّل بريطانيا رأيها في شأن «الطلاق». إلى ذلك، أشار ماكرون إلى إمكان الاستجابة لرغبة الحكومة البريطانية في عقد اتفاق خاص مع الاتحاد بعد «بريكزيت»، واستدرك أن «الوصول إلى السوق الموحدة ليس ممكناً في شكل تام، إن لم يوافق (البريطانيون) على مبدأ» الانتماء إلى الاتحاد، معتبراً أن الحل «قد يكمن في الوصول إلى السوق في شكل تام، (وفي إبرام) اتفاق تجاري». وشدد ماكرون على أن الحصول على خدمات مالية في السوق الموحدة «لا يمكن تحقيقه»، وتابع: «لا يجوز أن نتمكن من اختيار ما نريده في السوق الموحدة، لأن ذلك يعني تفكيكها». وأكد أنه «يحترم» خيار البريطانيين في شأن «بريكزيت»، مبدياً في الوقت ذاته «أسفه» لذلك، وزاد مخاطباً البريطانيين: «أودّ أن تعودوا مجدداً» إلى الاتحاد. على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيلتقي ماي خلال منتدى دافوس الأسبوع المقبل، وسط توتر بين واشنطن ولندن، منذ تسلّم ترامب الحكم قبل سنة. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن الاجتماع سيكون فرصة لـ «تعزيز العلاقات الخاصة» بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وأعرب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن أمله بزيارة السفارة الجديدة للولايات المتحدة في لندن الأسبوع المقبل، وذلك بعد إلغاء ترامب زيارة كانت ستشهد تدشين المقرّ الجديد للبعثة الديبلوماسية الأميركية، مبرراً الأمر بالكلفة العالية للمبنى.
مشاركة :