د. المريخي: الأمة الإسلامية عصيّة على الأعداء

  • 11/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي في خطبة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، عن «عظمة الأمة»، وأكد فضيلته أن من ينظر للأمة الإسلامية اليوم، وما أصابها ونزل بها من ضعف وهزال ونكبات، يظن أنها ضعيفة، وأنها زائلة ذاهبة، وأوضح أن الضعف والهزال هو في أتباعها الذين ضعف يقينهم بالله، واهتز إيمانهم، وخارت قواهم.أضاف: إن أمة الإسلام، هي أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وليست أمة أحد غيره -عليه الصلاة والسلام- فلم تكن قبله، فهو الذي أقامها -بإذن الله- وقادها وأرشدها ووجّهها وحذّرها وأوصاها. وأشار إلى أن الأمة ما ظهرت في الوجود إلا على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظهرت ووُجدت يرافقها دينها وشريعتها وإيمانها بربها -عز وجل- على منهج نبيّها ورسولها، نالت بهذا الإيمان والإسلام قصب السبق في الخيرات كلها في الدنيا والآخرة، وحازت بنبيّها المنازل العليا والدرجات العظمى في هذه الدنيا وفي الدار الآخرة، يقول الله -تعالى-: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله». وتابع المريخي: حتى بلغ من إكرام الله -تعالى- لهذه الأمة بنبيّها -صلى الله عليه وسلم- أن جعلها شاهدة على العالمين في الدنيا والآخرة أحياء وأمواتاً، يقول الله -تعالى-: «وفي هذا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً»، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أنتم شهداء الله في أرضه» ثلاثاً، بعد ما قال: «من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار» رواه البخاري ومسلم. ولفت إلى أن الأمة أرخت حبل دينها، وأعرضت عن إسلامها وشريعتها، والتفتت تركض وراء الدنيا ركضاً ركنت إليه واطمأنت، وكان على حساب دينها الذي هو مصدر قوتها ورفعتها، فنزل بها الضعف وذهبت قوتها وهيبتها، فوكلها الله إلى نفسها فاجتمعت الأمم عليها من كل حدب وصوب، كلٌ ينال منها حسياً ومعنوياً، نال منها عدوها، من أرضها وملكها وعقيدتها ودينها وتاريخها ولغتها وثقافتها وفكرها وثوبها ودثارها، فلهذا وغيره لا نرى نصر الله لها، ولا حول ولا قوة لها بمواجهة أعدائها. وأضاف: تعرضت الأمة من حقد عدوها عليها ورصده لها أكبر الهزائم، وحلّ بها البلاء والمحن والنكبات، والخيانات على مختلف الأصعدة، على رأسها خيانة الدين والعقيدة، وما تمكن منها عدوها إلا بمعاونة المنافقين من داخلها «وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين»، لافتاً إلى أن هؤلاء المنافقين يريدون عثرة الأمة، يحزنهم الخير للأمة وتفرحهم المصيبة على الأمة، «إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها»، ولكن وعد الله لا يتخلف: «وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً». وقال المريخي: إن الأمة عصيّة على أعدائها ومنافقيها، فكم مكروا بها وبرسولها وشريعتها ولغتها فأمكنت منهم، منذ القرون الأولى منذ بزغ فجرها والأعداء يخططون لعداوتها، «وتبين لكم كيف فعلنا بهم»، «ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون». وأضاف: كلما حاول أعداء الأمة ومنافقوها صدّها عن دينها وشريعة ربها وفصلها عن ملتها، ليسهل عليهم ابتلاعها، أبت عليهم إلا أن تعتصم بالدين، وتقطع عليهم سبل الوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، فيجدد الله لها الصلة به، فينبعث إيمانها وإسلامها من جديد، وتذهب جهود المنافقين والأعداء هباء منثوراً.;

مشاركة :