المريخي: الشائعات وسيلة الأعداء لتدمير الأمة

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي، من الانسياق وراء من يسعي إلي تدمير الأمم ويحض على خرابها، مشيراً إلى أن استخدام التقدم العلمي بشكل سلبي ووسائل التواصل الاجتماعي في بث الشائعات والأفكار المغرضة يعرض حياة الإنسان والآخرين إلى الدمار عبر تزييف الحقائق بغية الحرية والتحرر من تعاليم الدين الإسلامي، موضحاً أن نشر الشائعات هي وسيلة الأعداء لتدمير الأمة. وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: «إن المجتمع المسلم يعيش بفضل الله ومنته آمناً مستقراً لا يكدره شيء يغدو أفراده ويروحون وينامون ويستيقظون في ظل النعمة الربانية والمنة الإلهية، وفي ظل التطور الإعلامي والتقدم الفضائي والتغيرات العالمية والتحولات المختلفة حتى برزت ظاهرة سيئة تكدر هذا الصفو الرباني وهذا الأمن، وتابع: إن الشائعات موجودة في مختلف الأمور وفي كل النواحي وعلى المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وأوضح المريخي أن الشائعة تأتي من بث الأخبار ونشرها في المجتمع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو القنوات الإعلامية المختلفة أو بالجهد الشخصي دون تثبت أو إسناد أو برهان، وإنما اعتماداً على النقل المجرد دون شعور بإيذاء الناس وغياب الشعور بالمسئولية، مؤكداً أن هناك أسباباً كثيرة ودوافع متعددة للشائعات، وأخطرها أنها من وسائل أعداء الأمة حتى يكدروا عليها أمنها وأمانها ويحاربوها. وقال: «إن الشائعات بلية يشغل الأعداء بها أفراد الأمة، ذاكراً قول الله تعالي (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) منوهاً بأن هناك شائعات مغرضة تنشر في المجتمع الخبث والخبائث وما يعكر الصفو والأمن وينشر الرعب والقلق والفرقة. تهديد للاقتصاد وإضرار بالأمن أوضح فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي أن أهل الشائعات يضرون بالمسلمين غاية الضرر حيث يخوضون في الدين والأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية ويهرفون بما لا يعرفون، ويحللون كل قضية ويتكلمون في كل شأن، ويعظمون من شأن الأعداء والخصوم والقوى العالمية ويرفعون من شأنهم ويحطون ويضعون ويقللون من قومهم وأهليهم ودولهم وأمتهم، ويتكلمون عن الداء والمرض والخطر ولا يبالون بالدواء، ويثيرون ويكشفون العيوب ويخفون الفضائل، تابع: إن السلبيات فى ألسنتهم جارية مستمرة ظاهرة، وعن الايجابيات معرضة صادة قلوبهم (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا) يظهرون السوءات وكأنها هي السائدة في المجتمع ولا خير فيه البتة. وأضاف: كم نخرت الشائعات في جسد الأمة، وكم أحزنت الشائعات من أسرة، وكم فتتت من القلوب، وكم أزاغت من الأفئدة، وكم قتلت من الأنفس وكم حققت للأعداء من مطمع، وكم أوصلت لهم من بغية وهدف وغاية، وقال: "إن أعداء الأمة قديماً وحديثاً ومعاصرةً يفرقون فريقاً منهم لنشر الإشاعات والأراجيف بالوعد والوعيد والكيد والتهديد وإظهار ما عندهم بالكذب والتزوير من أجل إضعاف النفسيات وإشغال الأمة عند التصدي لهم (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا). وتابع المريخي: إن حال الأمة اليوم لا يسمح لأي شيء يشغلها عن الاستعداد لعدوها وإن كان من لوازمها، فما ظنكم إذا كانت الإشاعات والأراجيف من المشرقين والمغربين، ذاكراً حديث النبي صلي الله عليه وسلم (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) حديث صحيح. وتابع: الأمة اجتمعت عليها الأمم اليوم وعاونهم منافقون ودجالون كانوا يظهرون لها جلود الضأن من اللين فلما تمكنوا كشروا عن أنياب العداوة لها والبغضاء، ومن هنا يقال لأهل الشائعات اتقوا الله في المسلمين وفي الأمة اليوم وغداً وإلى الأبد لحرمة الإشاعات التي ترتكز أصلاً على الكذب، يقول الله تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ويقول رسول الله (وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم. تزوير وخداع قال المريخي: إن نقل الشائعات تزوير على المسلمين وخداع للمؤمنين.. يقول رسول الله: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وقال ناهياً عن قيل وقال :(ويكره لكم قيل وقال) وقال: (بئس مطية الرجل: زعموا) وقال: (من حدث بحديث يرى – يظن – أنه كذب فهو أحد الكاذبين) رواه مسلم. ودعا المريخي المسلمين إلي إدراك خطورة الشائعات وعظم آثامها وكبير ضررها على المجتمع فالمسلمون كلهم في خندق واحد وسفينة واحدة، محذراً من التورط في نشر الشائعة وأن نكون ممن آذى عباد الله المؤمنين والمؤمنات وأساء إلى أمته ومجتمعه وناسه وأهله. وقال: ليعلم كل صاحب قلم وموقع وتدوين وتغريد إنه موقوف بين يدي الله مسؤول عن كل حرف سطره أو دونه أو صورة نشرها ووزعها فاحفظ لسانك وصن قلمك وكتابتك، لا بد للمسلم من موقف قويم ومسلك مستقيم تجاه الإشاعات «مشدداً على ضرورة أن يكون موقف المسلم هو مبدأ التثبت والتبين وألا يستعجل الأمور ولا يخوض مع الخائضين، وتلا قول الله تعالي (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) موضحاً أنه من السلامة والعافية، سلامة المسلم من أن يكون ناشراً للأكاذيب وإشاعة الباطل فاتقوا الله رحمكم الله واحفظوا أنفسكم من الإثم والشقاق على الأمة ومعاونة عدوها عليها وكونوا على قدر المسئولية والشعور ببلدانكم وأمتكم. إثارة للفتن والنزاعات بين الناس أكد فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي أن الإشاعات محرمة لأنها تعمل علي ترويع الناس وإحداث البلبلة في المجتمع وشغل الناس عما يهمهم من شؤونهم وخدمة الأعداء، ذاكراً قول القرطبي رحمه الله: والإرجاف حرام لما فيه من أذية أهل الإيمان بل ألحقه بعضهم بكبائر الذنوب؛ لأن الله لعنهم في كتابه وقرنهم بأهل النفاق فقال (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا) وتشتد الحرمة في أيام الفتن وظروف تسلط الأعداء، وذلك لأن الشائعات لو فشت في الناس فإنها لا تزيدهم إلا شراً وفساداً وضعفاً وهواناً وفتنة وفرقة. وأوضح أن هناك ارتباطاً بين نشر الشائعات بالفوضى والتشتت والانفلات والبعد عن الانضباط والهدوء، وقال: «لا ترى صاحب الشائعات إلا قلقاً مكتئباً متوجساً سيئ الظن، محبط النفس دائم الشكوى كثير التبرم لا يرى الأمل ولا الإنجاز. وحث المريخي على الحذر من نشر الشائعة أو الإعانة عليها، وقال: «ذلكم نوع من نشر الزور والمسلم عبد الرحمن الذي قال عنهم سبحانه (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) وقال رسول الله (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وشهادة الزور ألا وقول الزور) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .. إشفاقاً عليه صلى الله عليه وسلم. بضاعة المنافقين لتخريب العقائد والأمم قال فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة: إن الشائعات بضاعة المنافقين لأن أساسها الكذب وهدفها التخريب والتعكير، وهو منهج المنافقين وحرفتهم، قال الله تعالى (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا). ونوه د.المرخي إلى أن أهل الشائعات أعداء المجتمع ومعاوني الأعداء أراحوا أعداء الأمة وقاموا نيابة عنهم، بما لا يستطيعون، وجلسوا متأهبين لحدث صغير أو خبر مكذوب أو قول من الأقوال الهزيلة الضعيفة الساقطة أو معلومة مبتورة من كلام كثير فجعلوا من ذلك نبأ الساعة أو أعجوبة الدهر أو قاصمة الظهر فملؤوا به الإذاعات وكتبوا به المقالات وعقدوا له الندوات وتواصلت به المتابعات والتغريدات من غير مصداقية ولا ترو ولا معالجة للأمر صحيحة، وأربكوا النفوس وأقلقوا القلوب وصرفوا الناس عن المهم من أمورهم وشغلوا المسلمين عن مصالح أمتهم. وأضاف: إن الشائعات تبتر العبارات وتقطع النصوص عن سياقاتها وكمالاتها ثم يكون التعليق عليها بما لا يجوز وما لا يصح وما لا تتحمله تلك النصوص وما لا يصح نسبته إلى قائل، موضحاً أن الشائعات تسعي إلي وهن العزائم وتثبيط الهمم، وأضعاف للقوى وفتَ في العضد وتشكيك للقدرات والإمكانات وتعظيم للأعداء في الأعين.;

مشاركة :