الكويت وإطعام مليار جائع!

  • 11/26/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أن عمل الخير أصبح «علامة مسجلة» باسم الكويت التي أصبحت تعرف بين دول العالم بأنها «مركز للعمل الإنساني» وسمو الأمير بـ«القائد الإنساني»، وفق تسمية هيئة الأمم المتحدة، وهما لقبان استحقتهما الكويت وأميرها عن جدارة واستحقاق، وفق ما سجلته إحصائيات وتقارير المنظمات الإغاثية والخيرية العالمية، حتى أصبحت الكويت قبلة لكل باحث عن عمل إنساني، وهذا شرف عظيم للبلاد من جهة، ويرتب عليها أعباء والتزامات كبيرة تجاه المحتاجين في العالم من جهة ثانية، وهي أعباء اضطلعت بها الكويت بكل جدارة واستحقاق.وقد تابعنا، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، نشاطات الجمعيات والجهات الخيرية، وما تقدمه من مساعدات إنسانية وإغاثية للمحتاجين من الأشقاء والمسلمين حول العالم، حتى اننا تابعنا الأسبوع الماضي كيف نظمت جمعية السلام الخيرية حملة لمساعد الأشقاء في كل من اليمن وسورية، حيث كان هدفها تسيير 75 حافلة مساعدات، ولكن أهل الخير في بلد الخير تسابقوا لتقديم يد العون ليرتفع عدد الحافلات التي سيّرت في الحملة يوم الأحد قبل الماضي، إلى 105 من السيارات القاطرة الطويلة، في صورة تختزل صفحات من الحديث عن شيم وصفات الخير المتأصلة في نفوس الشعب الكويتي منذ القديم.لكن اللافت في هذا النشاط الخيري، ما تابعناه خلال أواخر الأسبوع الماضي، ويتوج اليوم، من توجه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لتنفيذ حملة تحت عنوان «مليار وجبة لإطعام الجائعين» حول العالم، حيث بدأت تفاعلات الحملة يوم الأحد بإعلان مدير الهيئة بدر السميط عن الحملة وفعالياتها التمهيدية، حتى موعد عقد مؤتمر انطلاقها رسمياً اليوم، ثم جاءت الفعالية الثانية، يوم الأربعاء بتدشين جدارية لجمع توقيعات المؤيدين والمساهمين في الحملة، حيث أقيم حفل في حديقة الشهيد، فوجئنا خلاله بتصريح رئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور عبدالله المعتوق عن تأمين تكلفة مليار وجبة، وأصبح التوجه لتأمين تكلفة مليار وجبة أخرى.ومع تقديرنا لعمل الهيئة ورئيسها، وعدم التشكيك في نواياها السليمة والمخلصة، فإن لنا ملاحظات على ما استعرضناه سابقاً، وليتسع صدر القائمين على الهيئة، فنحن إنما ننقل نبض شريحة كبيرة تتساءل - ومن حقها التساؤل - عن حقيقة ما أعلن وماهية التوجه من أساسه، فهل توضح لنا الهيئة كيف ستحصي مليار جائع، أو بكلام أدق، كيف ستوزع مليار وجبة على الجائعين حول العالم؟ ومع التوجه للمليار الثاني، فكيف سيكون التصرف إزاء ذلك؟ ثم كيف تم جمع ثمن مليار وجبة خلال ثلاثة أيام، ما بين مؤتمر السميط يوم الأحد وتصريح المعتوق يوم الأربعاء؟ فمعروف أن ثمن وجبة بسيطة لن يقل عن دولار واحد، وبالتالي فإن تكلفة مليار وجبه تعني مليار دولار، أي نحو 300 مليون دينار كويتي، وإذا ما عمل القائمون على المليار الثاني، يصبح لدينا مليارا دولار (600 مليون دينار) فهل للسادة في الهيئة أن يشرحوا لنا كيف تأمن المبلغ ومن ساهم فيه، وهل هم أفراد أم شركات، مع أنني أرى - من وجهة نظر متواضعة - أن ما أعلن عنه فيه مبالغة! أرجو أن يحمل مؤتمر الهيئة اليوم، توضيحاً لكل التساؤلات التي طرحت، ولا سيما أنني من خلال متابعة وسائل التواصل رأيت هناك انتقادات غير قليلة لهذا الأمر، ومن باب حرصنا على الهيئة وسمعتها وتاريخها نضع الأمر بين يدي مسؤوليها بدءا بالدكتور المعتوق لتبديد كل الشكوك حول حقيقة الحملة وظروف جمع تكلفتها من جهة، وصرف الوجبات من جهة ثانية.بقي أن نلفت نظر القائمين على الحملة - وهي قضية طرحت أيضاً - إلى أن تسخير المبلغ الكبير لمشاريع إنتاجية تخدم الفقراء حول العالم الإسلامي، ولا سيما في المجتمعات الأشد فقراً في أفريقيا وآسيا، وتؤمن لهم مداخيل مستمرة حتى لو كانت قليلة، سيكون ذا جدوى عظيمة تفوق مسألة إطعام فقير وجبة ستسد رمقه ليوم واحد فقط، ثم يعود لمعاناة الجوع من جديد. ونحن في انتظار أن تنجلي كل الملابسات حول الموضوع في مؤتمر انطلاق الحملة اليوم.h.alasidan@hotmail.com@Dralasidan

مشاركة :