قالوا: اهتمّوا بالنشء، حتى يكون لدينا منتخب كروي يُحقّق البطولات من الصغر، وأقول: وأين الملاعب المناسبة في مدارس النشء وأحيائهم السكنية ليحصل ذلك؟ إنّ ملاعبهم إمّا معدومة أو لا ترتقي لمستوى ملاعب!. وقالوا: قوّوا بُنية لاعبينا الجسدية، وأقول: انشروا أولاً ثقافة الزواج من كلّ الوطن، ولا تحصروه في الأقارب أو في فخذ القبيلة وبطنها، كي تُولد لنا أجيالٌ قوية جسدياً. وقالوا: طوّروا الاحتراف، وأقول: طوّروا الهواية قبل الاحتراف، فما أسوأ من قديد إلّا عسفان!. وقالوا: حُلُّوا اتحاد كرة القدم فهو مكمن الخلل، وأقول: وماذا عن المخمليين المُرفّهين في الأندية الذين ضررهم أكبر من نفعهم؟!. وقالوا: إنّ التعصّب للأندية هو سبب إخفاق المنتخب، وأقول: إنه ليس أسوأ من التعصّب في إيطاليا وإسبانيا بين بعض أنديتها، ومنتخبنا "فييييييين" ومنتخبا إيطاليا وإسبانيا "فييييييين"؟!. وقالوا: الحلّ يكمن في احتراف لاعبينا في الخارج، وأقول: إنّ مثل الاحتراف الخارجي كمثل الكاتب الصحفي لا يخطب الجريدة التي يتمنّى الكتابة فيها، بل الجريدة هي التي تخطبه إذا كان كفؤاً، فأين لاعبونا الأكفاء كي يُخطبوا؟ افهموها بقى!. وقال لاعبو منتخبنا: لا تضغطوا علينا نفسياً، وأقول: "مااا" شاء الله، ولماذا لم تنضغطوا نفسياً عند توقيع عقودكم المليونية مع الأندية ؟!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت: يقولون: منتخب كرة القدم، منتخب كرة القدم. منتخب كرة القدم، وأقول: أقلقتمونا، وأرّقتم مضاجعنا، التفتوا للألعاب الأخرى الكثيرة، فكرة القدم قطرة من بحر الألعاب، وبحر ألعابنا يرزح كذلك في "جزْر" من التخلّف، ولم يحصل منه "مدّ" تجاه شاطئ التفوّق، فاسعوا لتفوّقها لعلّها تُنسينا مصيبتنا العظيمة في منتخبنا!. @T_algashgari algashgari@gmail.com