«قالوا أنت مُسحّراتي قال خلّص رمضان»!! | طلال القشقري

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

من الحالات التي يُطلق عليها هذا المثل المكّي حالة من لا يعمل الشيء في الظروف الملائمة له، فإذا زالت الظروف الملائمة أو قلّت تعذّر بعدم توفّرها!. ينطبق هذا مليوناً في المئة على أمانة جدّة التي توفّرت لها ظروف مالية مُريحة جداً قبل انخفاض أسعار البترول، وعمّرت خزائنها بميزانيات ضخمة تكفي لإصلاح الشوارع، خصوصاً الشوارع الفرعية داخل الأحياء السكنية التي تُمثّل المساحة الأكبر في جدّة، والتي تُعتبر الآن «قفا» غير حضاري لجدّة لا «وجه» مُشرِّفًا لها، وتحوّلت لما يشبه العصف المأكول من كثرة حفرها ومطبّاتها، ومع ذلك لم تستغلّ الأمانة الظروف الملائمة آنذاك، واكتفت بإعادة ترميم بعض الطرقات الرئيسة غيرها ممّا لا تحتاج أصلاً لترميم!. أنا متأكّد أنه لو سُئل الآن مسؤول في الأمانة عن عدم إصلاح الشوارع الفرعية لألقى العذر على شمّاعة عدم توفّر المال الكافي!. ألم يقل المثل: «قالوا أنت مُسحّراتي قال خلّص رمضان»؟. وهنا أتساءل: متى ترتاح بوّابة الحرمين الشريفين من تردّي شوارعها الفرعية؟ متى تكفّ آذان سُكّانها وهم داخل بيوتهم عن سماع ارتطام عجلات السيارات المارّة في الشوارع بالحفر والمطبّات الكثيرة؟ متى يكفّون عن رسم خرائط شبيهة بلعبة المتاهات الملتوية والمتعرّجة Zigzag يسلكون بها أهون الشوارع سوءاً وحُفراً ومطبّات من وإلى بيوتهم؟ متى تُحسِّن الشوارع نفسياتهم؟ متى يمرّ معالي الأمين بسيارته في الشوارع الفرعية ليرى بنفسه مدى تردّيها ويسمع من سُكّانها مدى سخطهم عليها؟ متى تكون الشوارع الفرعية كالمرايا السوداء في نعومتها، وكلوحات فان جوخ الفنية في جمالها مثل مدن بلاد برّة؟ كمصدر فخر واعتزاز لنا لا كمصدر ضجر وتذمّر آناء الليل وآناء النهار؟. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :