تحتفي الأوساط الأدبية بذكري وفاة الاديب والكاتب الياباني "ماتسوو باشو"، والاسم الحقيقي له "ماتسوو مانوفوسا"، هو شاعر، وأول من أسس حركة الشعر المسمى شعر الـ"هايكو" والذي كان رائدا له بلا منازع، كان أيضا بارعا في شعر النثر الياباني أو "هايبون".يشكل مع كل من "شيكاناتسو مونزا، إيمون" و"إهارا شائيكاكو" أعمدة الأدب الياباني في الفترة التي عرفت بـ"قرن أوساكا الذهبي".ينحدر "ماتسو"، من إحدى العائلات المحاربة "ساموراي"، والذي تلقى تربية تقليدية، فأصبح في سن مبكرة تحت تصرف أكبر أبناء سيد المعقل الذي ينتمي إليه، واستمر في خدمته حتى وفاة سيده الكبير في 1666، ثم رحل إلى "كيوتو"، "العاصمة الإمبراطورية" ليتابع دراسته في الآداب عام 1681.كان دائما يفضل حياة العزلة، فانزوى بالقرب من "إيدو" "طوكيو اليوم"، في مكان أطلق عليه اسم "صومعة شجرة الموز" "باشو-آن"، ومنها استمد لقبه "باشو"، والذي يعني شجرة الموز.بعد ذلك قام بدراسة مذهب زن البوذي، وبدأ في ممارسة التأمل، الي ان كرس "باشو" السنوات العشر الأخيرة من حياته للترحال والتأمل، فتنقل في أرجاء اليابان، كان يقطع تلك الرحلات بفترات طويلة يخصصها للتأمل.ألف "باشو" العديد من أشعار الـ"هايكو"، كانت الأبيات في هذا الصنف من الشعر تنظم في سبعة عشر مقطعا صوتيا، وعرف "باشو" بتفوقه في ذلك، بالإضافة إلى أشعاره ترك العديد من المصنفات عن مشاهداته أثناء تجواله في البلاد، وقام بعد ذلك بتنظيم العديد من الاشعار النثرية أو ما يعرف بـ"هائيبون"، نظرا لطول هذه القصائد اعتاد البعض عند استعادتها الاحتفاظ بالبيت الأخير الجامع فقط. تقوم الأبيات الأصلية بوصف السياق أو الجو العام للقصيدة وهي تساعد في فهم أكبر لأعمال الشاعر، وتعيد لها نكهتها الأصلية المميزة، رفض بعد ذلك باشو أن يعلن انتمائه إلى أي من المدارس الشعرية، لم يترك ورائه أي مصنف في هذا الفن. قام مريدوه بتجميع أهم أعماله، ومن أهمها المصنف المعروف باسم "الدرب الضيق في أقصى المعمورة"،لا زالت هذه الأعمال مرجعا للشعراء الذين يبحثون عن كيفية التعبير عن شعور فريد، موضوع عام أو صورة طبيعية في ثلاثة أسطر فقط.من اعماله: كان يصف مشهدا لأحد قوارب الغاق "غراب البحر"، وهي طيور بحرية لونها داكن لها قدرة عجيبة على الغوص تحت الماء، يتم تربيتها وتتخذ لصيد الأسماك " مبتهجا كان..ما أتعسه الآن.. قارب الغاق".شاهد حصان يقتلع أوراق بعض الشجيرات ليقتات منها فأنشد " على قارعة الطريق.. ترك الجُلْجُل نفسه.. للحصان يرعاه.وفي أحد أشهر أشعاره قال يصف منظر ضفدعة تقفز على سطح الماء: البركة القديمة.. تقفز فيها ضفدعة.. صوت الماء. وفي أحد قصائده قال يصف نهاية فصل الخريف حيث موسم حصاد الكستناء: الخريف راحلالأيادي تنفرد مفتوحة.. اكواز الكستناء.
مشاركة :