اشياء لا تُشترى!

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الأفضلية دائماً نسبية ولكل شخص زاويته التي يرى الأفضلية منها وبمعاييره الخاصة ومتى ما ابتعد رأيه عن الهوى والشخصنة واعتمد على معايير يرى صحتها فعليك احترام رأيه وإن اختلفت معه. وفي وسطنا الرياضي لا تكاد تجد اتفاقا في أفضلية لاعب أو نجومية فريق أو حتى تفوق مدرب فالسواد الأعظم يذهب حسب ميوله ويرى من زاوية فريقه فيزاحم بجماهيره ويفاضل بلاعبي فريقه ويعتقد أن الأولوية في كل شيء حق مشاع لفريقه ثم البقية تأتي. وإن كان هناك من عذر لمثل هذه الآراء المتشنجة من الجمهور فلا أجد لها أي مسوغ يوم أن تصدر من إعلامي يتصدر المشهد في برنامج رياضي كضيف حصري أو حتى استضافة عابرة فتراه يتحول تدريجياً كمحام لفريقه المفضل وصوت لناديه ومدافعاً عن لاعبيه دون أدنى درجات الاحترام لأخلاقيات المهنة ومصداقية الطرح. لذلك نجد الكثير من نجوم الكرة السعودية الذين صنعوا مجداً للوطن وحفروا أسماءهم في ذاكرة الرياضة العالمية في المونديال والقارات وغيرها من المناسبات العالمية اعتزلوا فطويت صفحات مجدهم ونسوا تماماً؛ ولذلك لا تجدهم باقين إلا في أراشيف الصحافة العالمية وحاضرين في البرامج الخارجية فقط والسبب أنهم كانوا في ناد غير جماهيري أو لم يكونوا نجوم علاقات عامة وشبكة علاقات وأمثلتهم كثير. تذكرت ذلك كلها وأنا ارى تغريدة للمركز الإعلامي في نادي الشباب قبل لقاء الفريق مع النصر يطلب أن يمنشنه الجمهور بالهدف الشبابي العالق في الذاكرة من لقاءات الفريقين وبمرور سريع على المنشن كانت أغلبية المشاركات ذات فترة قليلة ماضية وهي في الغالب التي تبقى في ذاكرة المشجع القصيرة بشكل عام ومعها تذكرت هدف النجم الدولي فهد المهلل في نهائي 1411 وبعيداً عن جمال الهدف وأهمية المناسبة وكونه قص شريط مواسم الذهب الشبابية التي لا تنسى إلا أنه لفت نظري وأنا الذي شاهدت الهدف عشرات المرات لمحة فنية عالية تعطي مؤشرا عن حجم إمكانات هذا النجم الذي أنهته الإصابات وأجهز بعدها الإعلام على تاريخه التهديفي الجميل حيث اتجه يمين الظهير الأيسر النصرواي خلال الانفراده مما عطل الظهير مساعد الطرير تماماً إلا من المشاهدة ومتابعة الهدف ومثل هذه اللمحات الفنية وسرعة التفكير وردة الفعل تجعلنا نتساءل هل هذه العقليات الفنية (الفطرية) في نجومنا السابقين لاتزال موجودة أم أنه تم استبدالها بلاعبين مصنوعين فقط يستقبلون جملا تكتيكية وينفذونها دون أن يكون للموهبة والفطرة الكروية دور في ذلك. ارجع وشاهد مقاطع ليوسف الثنيان ولفهد المهلل ولمحيسن الجمعان ولعبيد الدوسري ولغيرهم من الموهوبين بالفطرة ستجد أنه حتى في الكرة هناك أشياء لا تشترى.

مشاركة :