أشياء لا تُشترى

  • 5/25/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تأسرني كلماتٌ صاغها شعراء، وتغنَّت بها أصواتٌ جميلةٌ أوصلتها للناس، ودخلت قلوبَهم ومشاعرَهم؛ لعمقِ معانيها، ووصْفها لجوانبَ هامَّةٍ في الحياة، يشعرُ بها مَن يعيشها بكلَّ جوانبها.* يقول الشاعر كامل الشناوي في أغنية: (أحب عيشة الحرية)، من ألحان، وغناء الموسيقار محمد عبدالوهاب:«أحب عيشة الحريةزي الطيور بين الأغصانما دام حبايبي حواليَّهل البلاد عندي أوطانمطرح ما بيجي في عيني النومنام وأنا مرتاح البال»* وكلمات أخرى للشاعر بيرم التونسي في أغنية: (ما أحلاها عيشة الفلاح)، من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وغناء أسمهان، تقول كلماتها:«ما أحلاها عيشة الفلاحمتطمن قلبه مرتاحيتمرغ على أرض براحوالخيمة الزرقا ساتراهدي الشكوى عمره ما قالهاشإن لاقى وإلا ما لاقاشوالدنيا بقرشين ما تسواشطول ما هو اللي حبه حداه»** **نفس هذه المشاعر تجدها في معظم تأملات الفيلسوف جبران خليل جبران في الحياة والخلق والناس. وكيف أن المجتمع والمدنيَّة الحديثة، رغم ما جلبته للإنسان من تطور ورقي وراحة جسديَّة ساعدته في إعمار الأرض، حرمته من الراحة النفسيَّة التي كان يشعر بها الإنسان قبل أن تتحوَّل حياته نحو الآلة والميكنة والمادة. بل إن «عيشة الفلاح» التي يتحدَّث عنها بيرم التونسي في كلماته التي صاغها منذ حوالى 80 عامًا، لم تعد كما كانت، بل اختفت معالمها.. وخفَّت حلاوتها.#نافذة:(نظرتُ نحوَ الطبيعةِ الراقدةِ، وتأمَّلتُ مليًّا، فوجدتُ فيهَا شيئًا لا حدَّ لهُ ولا نهايَة. شيئًا لا يُشترَى بالمالِ. وجدتُ شيئًا لا تمحُوه دموعُ الخريفِ، ولا يميتُه حزنُ الشتاءِ. شيئًا لا تُوجده بحيراتُ سويسرا، ولا متنزَّهات إيطاليا. وجدتُ شيئًا يتجدَّدُ فيحيَا في الرَّبيعِ، ويثمرُ في الصيفِ. وجدتُ فيهَا المحبَّةَ).جبران خليل جبران

مشاركة :