وتناول الدكتور بن جريس في حديثه : " يذكر أن الأغنياء من أهل مكة المكرمة والطائف وغيرهم من حواضر شبه الجزيرة العربية كانوا يذهبون إلى بلاد جرش ليتعلموا بعض الصناعات الحربية ، قصد حماية أنفسهم وأموالهم ، وممن ذهب إلى هناك أيام الرسول صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود الثقفي ، وغيلان بن سلمة اللذان سارا إلى جرش وأقاما فيها يتعلمان صناعة العرادات والدبابات أثناء محاصرة الرسول صلى الله عليه وسلم لمدينة الطائف، وهذه الرواية وغيرها من الروايات تؤكد ما كانت تحتله جرش من مكانة مهنية ، خاصة في المهن الحربية ". وعن مسيرة التنقيب والبحث التي أجرتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني خلال ال 11 موسماً الماضية، حيث كشفت بيانات الهيئة أن الأعمال الميدانية لفرق التنقيب سجلت كثير من الظواهر الأثرية، منها حصن جُرش، والكشف عن أساسات لمسجدين؛ مسجد كبير مبني فوق مسجد أسفل منه، ويعودان لفترة إسلامية مبكرة أساساتهما من طوب الآجر، بُنيا فوق أساسات الحصن الذي يعود لفترة ما قبل الإسلام، كما اكتشفت القنوات المائية المحاذية للمسجد الإسلامي القديم، وقد تم العثور في الطبقات السفلى من الموقع خلال تلك المواسم على أجزاء من أوانٍ فخارية على أشكال مختلفة تمثل جرارًا وطاسات وأكوابًا متوسطة الحجم صنعت جميعها من عجينة لونها أحمر إلى أحمر فاتح أو بني، مسامية، صلبة ويظهر على بعضها طلاء بالمغرة الحمراء، وجاءت الزخارف إما مصبعة أو حزوز أو منقطة أو خطوط متموجة، كما توجد زخارف هندسية تمثل مثلثات أو دوائر، وبعضها على هيئة شبكية، أما الصناعة، فقد تمت بواسطة عجلة الفخراني (الدولاب)، وتشابه ما عثر عليه في موقع الأخدود بنجران من حيث لون العجينة والزخرفة، وتم العثور في الموقع أيضًا على فخار الفترة الإسلامية في الأجزاء الشمالية الشرقية والوسطى من الموقع حيث وجدت عدد من القدور والأواني الفخارية . // يتبع // 13:49ت م 0042 تقرير / " جُرَش الأثرية " .. تاريخ عريق وحضارة صنعت الدبابات والمنجنيق/ إضافة رابعة واخيرةالجدير بالذكر، أن تقرير المسح الأثري الذي تم على المواقع الأثرية في المنطقة الجنوبية الغربية في المملكة الموثق عام 1400 هـ واستخدم من خلاله (كربون -14) في تحليل مكونات موجودات المكان، يؤيد الرأي القائل بأن الموقع شهد فترة استيطانية أولى خلال الحقبة الزمنية القديمة ، ثم فترة ثانية في بداية العصر الإسلامي، حسب ما وثقه المؤرخ محمد بن معبرّ " في كتابه ( قصة البحث عن جرش )، حيث أظهر تحليل طبقات التربة أن الطبقة السفلية بالموقع تعود إلى القرن الأول بعد الميلاد، وأن الطبقة الخامسة ترجع لعام 280 ميلادية ، بينما تعود الطبقات العلوية إلى فترات لاحقة، وترجع الطبقة الرابعة لعام 510 ميلادية ، والثالثة للعصر الإسلامي ، والثانية والأولى لعام 1030 ميلادية. وعلى ضوء تلك المكانة التاريخية لجُرَش وما تم العثور عليه من مكتشفات ومقتنيات أثرية قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإنشاء مشروع "مركز الزوار" وتسوير موقع جُرش الأثري، إلى جانب تطوير الواجهة الشمالية لتكون مدخلاً مباشراً للموقع بالشراكة مع أمانة المنطقة، ممثلةً في بلدية محافظة أحد رفيدة، ويجري العمل على افتتاح مركز الزوار في الوقت القريب، على مساحة تتجاوز ٦٠٠ متر مربع ، فيما يحتوي المركز على قاعة رئيسية، سيتم فيها عرض المكتشفات الأثرية والصور والخرائط والرسومات والأفلام المرئية والمعلومات الدقيقة عن حضارة جُرَش وتاريخها، إضافة إلى قاعة لكبار الزوار وأجزاء مخصصة للموظفين ومرافق عامة لخدمة الزوار . // انتهى // 13:50ت م 0043 www.spa.gov.sa/1847682
مشاركة :