«جُرَش الأثرية» بقايا مخلاف وحضارات متعاقبة جنوب الجزيرة العربية سادت ذات قرون وأعوام ثم ما لبثت أن بادت، وبقيت شواهدها دليل على فتراتها وتحولاتها المتلاحقة، وما قام به إنسانها آنذاك من تطويع لمعطيات مكانها، لتبرز «جُرش حاضرة المخلاف» كمدينة حضارية وزراعية وصناعية ذات حرفية تميزت بالحصانة والقوة. وتدل بقايا موقع «جُرش» على هندسة البناء وفنونه وتعكس ملامح القوة والمناعة والحضارة وتحتفظ بتاريخ ممتد، ولعل ما تم نقشه على إحدى صخور المكان من رسم منفذ بالحفر البارز لأسد ينقض على ثور، وقد كتب تحته بالخط المسند عبارة «ثورن نعمن وأسدن ملقا» دليل على ذلك، حيث أشارت المعلومات التاريخية أن هذا النقش هو دليل القوة والحصانة الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي. وذاع صيت «جُرَش» كمدينة حضارية للمخلاف احتضنت مصانع دباغة وفخاريات والدبابات والمنجنيق، والتي اشتهرت بصناعاتها الجلدية والحربية ومنها المنجنيق والعرادات وما كان يعرف باسم الدبابات، وهذا ما تم توثيقه عبر صفحات التاريخ التي أفردت مساحات وصفحات ووثقت قصص «جرش» وموقعها وسبب تسميتها وأعمال ساكنيها. وعن مسيرة التنقيب والبحث التي أجرتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني خلال 11 موسماً الماضية، كشفت بيانات الهيئة أن الأعمال الميدانية لفرق التنقيب سجلت كثير من الظواهر الأثرية، منها حصن جُرَش، والكشف عن أساسات لمسجدين؛ مسجد كبير مبني فوق مسجد أسفل منه، ويعودان لفترة إسلامية مبكرة أساساتهما من طوب الآجر، بُنيا فوق أساسات الحصن الذي يعود لفترة ما قبل الإسلام. بقايا تراث المنطقة
مشاركة :