أكد فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الخطوة الأولى في الطريق إلى الله تعالى هي أن تكون أنفسنا لوامة، وأن تعاتب صاحبها على التقصير في الخير، وأن تلومه على الانغماس في الشهوات وفعل المنكرات. أضاف في خطبة الجمعة، أمس، بجامع السيدة عائشة في فريج كليب: بدون هذه النفس لن يكون هناك إيمان مؤثر، لافتاً إلى أن شهوة السلطة أمر فطري في طبع الإنسان، ولكنها إذا أطلقت ولم تقيد بالمصالح العامة للأمة، وكانت عبارة عن رغبة من رغبات السلطان تصبح فتنة كبرى وأن الخوف من يوم القيامة وأهوالها، بدءاً من القبر وما فيه يبعد الإنسان عن الانهماك في الشهوات؛ شهوة النفس والجاه والسلطان. وأضاف: لو تأملنا عالمنا العربي لوجدناه يتمتع بالثروة والطاقة والقدرة ما لا يملكه الآخرون، ورغم ذلك فإنه مأوى للتخلف والجهل، والفقر والأوبئة، حيث وصلت نسبة الفقر فيه إلى 50 %. وتساءل فضيلته عن الخلل الواقع حالياً في عالمنا العربي، وأجاب فضيلته: إن السبب يكمن في النفس الأمارة بالسوء، وسوء استعمال السلطة من قبل معظم من يتقلد زمام الأمور، ونوه بأن الله تعالى بيّن أن الجنة تكون لمن تحققت فيه صفتان، الأولى: الخوف من الله تعالى، والثانية: نهي النفس عن الهوى، ومنعها من التمادي، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى). فمن خاف مقامه بين يدي الله تعالى». وأوضح أن الله تعالى أقسم بالنفس اللوامة في كثير من الآيات، وسماها بمسميات عديدة، منها قوله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ*وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)، وقال فضيلته: إن المراد بالنفس اللوامة، هي التي تلوم صاحبها على التقصير في فعل الخير، كما تلومه على ارتكاب الشر، وهي التي تدرك القضايا العامة بمحض الفطرة السليمة، والعقول السامية، فإذا فقد الإنسان هذه النفس سارع إلى الفساد والإفساد، وأوضح أنه إذا بقيت النفس في الاطمئنان تحولت من النفس المطمئنة إلى النفس الراضية المرضية، وهي قمة المقامات وهذا ما يسمى بالرضا والفرح والشكر على المصائب، وأوضح أن الإنسان بين ثلاث مقامات؛ الأول: الشكر على النعم، والثاني: الصبر على النقم، والثالث: الشكر على المصائب؛ لما في ذلك من الأجر.;
مشاركة :