شروط موافقة "الأوقاف" على بناء مسجد واضحة جداً، وتتضمن التالي: 1) أن تكون المسافة بين مسجدين في القطعة نفسها نصف كيلومتر على الأقل. 2) موافقة من سكان المنطقة. 3) المساحة محددة. وهناك شروط أخرى. ولكن ما حدث هو أن أحد المتبرعين ادعى أن المساحة لا تتجاوز 300 متر مربع، ثم ادعى ودلّس على الوزارة، وجعل المساحة 2000 متر مربع! مما أصاب السكان القاطنين في البيوت الحكومية بمنطقة بيان بالدهشة، عندما كرفت الجرافات حدائقهم التي أقاموها بارتداداتها ومساحات بجانب بيوتهم، مما تسبب في التلف والإزعاج. والأدهى والأمَرّ في الموضوع أن هناك مسجداً آخر لا يبعد عن ذلك المسجد قيد الإنشاء إلا 200 متر تقريباً، والشرط الموضوع هو أن يبعد المسجد الآخر على الأقل نصف كيلومتر، إلى جانب أن تنفيذ هذا المشروع سبقه قرار رفض قبل 3 سنوات من اللجنة الفنية للمجلس البلدي، كل ذلك نقلاً عن جريدة "السياسة" الجمعة الماضية بتاريخ 30/ 11/ 2018! بذمتكم هذه ديرة؟! حتى عمل الخير كالتبرع ببناء مسجد فيه تجاوز وتدليس وكذب، وسبق رفضه، لكن المتبرع - كما يبدو - أصر على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير العدل، فهد العفاسي، وأن موافقته جاءت تحت ضغط من نائب سلفي، وفقاً لـ "السياسة"، بالرغم من أن منطقة بيان مليئة بالمساجد. هل هذا هو الهدف من التبرعات لبناء المساجد؟! وهل فاعل الخير لهذا الهدف سيكسب أجراً من وراء ذلك؟! وما الذي يجعل الوزير المحترم أو يجبره على اختراق القانون؟! وسؤال أخير: هل مثل هذه الأفعال تجعل هؤلاء مسلمين أكثر؟ أم أننا نعيش إسلاماً نتعرف عليه لأول مرة؟!