علماء يؤكدون أن 90% من جليد الأرض بدأ في الذوبان مهددا مناطق كثيرة بالغرق ومواطن بعض الحيوانات بالتلاشي.باريس - شهد الغطاء الجليدي في العالم انحساراً تدريجياً، فالاحتراق في القطب الشمالي أسرع بمرتين بالمقارنة مع باقي الكوكب، وبشكل خاص في غرينلاند، التي تشهد تراجعاً بارزاً في كتلها الجليدية. وتسارع هذه العملية تلقائي، فذوبان الثلوج يعرض الجليد الكامن تحتها إلى أشعة الشمس ما يساهم في انحساره، أما في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية فإن 90% من الكتل الجليدية بدأت بالانحسار. وذوبان الجليد طال أيضاً السلاسل الجبلية من الهيمالايا وكيليمنغارو فالالب والبريريني وصولاً إلى جبال الإنديز، فالغطاء الجليدي إلى انحسار لا بل مهدد بخطر الاختفاء. كنتيجة لذلك، بدأ منسوب المحيطات بالارتفاع وسبب ذلك يعود إلى ذوبان الجليد والتمدد الحراري لمياه البحار، فحجم المياه الدافئة أكبر من حجم الباردة. وبالنظر إلى الوتيرة الحالية، فمن المتوقع أن يرتفع منسوب البحار بحلول العام 2100 ما بين 26 سنتيمتراً ومترا واحدا. من المتوقع أن يرتفع منسوب البحار بحلول العام 2100 ما بين 26 سنتيمتراً ومترا واحدا وستغمر المياه بذلك جزراً في المحيط الهادئ والهندي. بالإضافة إلى مناطق ساحلية مكتظة بالسكان كبنغلادش وفيتنام وهولندا كساحل الولايات المتحدة الشرقي، باتت كلها مهددة بالخطر. وانكمش الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي في العقود القليلة الماضية في ظاهرة يقول علماء إن السبب فيها هو تغير المناخ بفعل النشاط البشري. ويتناقض تقلص الغطاء الجليدي مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مقابلة تلفزيونية في شهر يناير/كانون الثاني حين قال "كانت القمم الجليدية في طريقها للذوبان... لكنها الآن تسجل أرقاما قياسية". وإلى الآن تركز معظم البحوث العلمية على وتيرة لتقلص مساحة الغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف تفتح مسارات للملاحة البحرية من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي وتسمح بالتنقيب عن النفط والغاز حتى إذا كان ذلك يتسبب في أضرار للسكان الأصليين والحياة البرية في المنطقة التي تعيش فيها الدببة القطبية. وربما يؤثر تقلص مساحة الجليد أيضا على الطقس في مناطق واقعة إلى الجنوب، وسجل الغطاء الجليدي حول القارة القطبية الجنوبية ثاني أقل مساحة قياسية له في فصل الصيف منذ بدء تسجيل حركة الجليد في سبعينيات القرن الماضي.
مشاركة :