اليوم نبدأ عهدًا جديدًا إذ سيتم إعلان برنامج التحول الوطني والذي سيشمل العديد من التغييرات على المستوى الاقتصادي بشكل رئيس كما سيشمل الإعلان عن الخطة الإستراتيجية للمملكة حتى عام 2030م. التغيير هو الهاجس الذي كان يؤرق الكثير، وهو الشبح الذي كان يرعب كثير من المسؤولين ولكن الرؤية الجديدة تأتي اليوم بشكل جديد لتؤكد بأننا نرحب بالتغيير نحو الأفضل وسنعمل على إزالة المعوقات التي تقف حائلاً فيما بيننا وبين تغيير أنفسنا وفي مقدمتها الخوف، فالتغيير عادة ما يؤدي إلى نتيجة غير واضحة فيفضل الناس أن يبقوا في وضعهم الذي يعرفونه ويخافون التغيير اعتقاداً منهم أنه يؤدي إلى مجهول فهم يحاولون إقناع أنفسهم أن ما يعرفونه خيراً من الشيء الذي لا يعرفوه. التغيير يحتاج إلى جهد فالذي يريد أن يتغير يجب عليه أن يكون صاحب عزيمة وإصرار وتحد والنفس عادة ما تدعو صاحبها إلى الكسل والتراخي ولذلك فإن كثير من الناس يفضلون عدم التغيير لأنه يتطلب جهداً كبيرًا وهذا ما أعاق التغيير لدينا منذ زمن طويل. من معوقات التغيير أيضا التسويف فكثيراً ما تكون هناك العزيمة والهمة للتغيير ولكن يتم تأجيل هذا الأمر بسبب عدم تحديد الموعد المناسب فبعضهم ينوي أن يحدث التغيير في رمضان وبعضهم بعد الحج وبعضهم بداية العام، والبعض يربط التغيير ببعض الظروف الاقتصادية وهكذا تتعدد المواعيد ويتخلف الإنسان عن الإلتزام بها ويمضي العمر وهو يسوف من تاريخ إلى آخر، وهكذا تتواصل سلسلة معوقات التغيير من السلبية إلى كثرة الانشغال وعدم وجود وقت ويمر العام بعد العام ويبقى الإنسان كما هو لم يتغير ولم يحقق آماله وطموحاته بل ويبقى يشتكي من نفس المشاكل التي يعاني منها كل عام والسبب الحقيقي لذلك كله أنه لم يتغير. لقد أصبح التغيير ضرورة في كثير من شؤون حياتنا، فها هي أقوى دولة في العالم استجابت لنداء التغيير وهاهي اليابان قامت بعد تعرضها للقصف النووي من جديد وغيرت فكرها ومفاهيمها وسخرت طاقاتها حتى أصبحت واحدة من أعظم إقتصاديات العالم، وهاهم الأفراد في مختلف أرجاء العالم يبدعون ويقدمون كل جديد لا لشيء إلا لأنهم آمنوا بأنهم قادرون على أن يغيروا في هذا الكون وأن لديهم قدرات ومواهب يمكن أن يسخروها من أجل تحقيق نماء وسعادة البشرية. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :