الإعلان عن إلغاء الضرائب لم يكن كافيا لتهدئة غضب أصحاب "السترات الصفراء". وأظهر استطلاع أجرته شركة "إيلاب" للأبحاث، أن 78 في المئة من الفرنسيين يعتقدون أن التدابير التي أعلن عنها ماكرون لم تكن كافية لتلبية مطالب أصحاب "السترات الصفراء". كما أظهر استطلاع آخر تراجع التاييد الشعبي لماكرون خلال الاحتجاجات من 21 في المئة الشهر المنصرم إلى 18 في المئة الشهر الجاري، وهو "التأييد الشعبي الأقل". وبشكل عام، تُشير الاستطلاعات إلى صعوبة إقناع ماكرون لأصحاب "السترات الصفراء" الذين يصرون على مواصلة المظاهرات مدة طويلة. في حديث للأناضول، قال منسق احتجاجات "السترات الصفرات" في العاصمة الفرنسية باريس، تيري بول فاليت، إن إلغاء الضراء على الوقود في عام 2019 إجراء "غير مرض لأنه لا يلبي جميع مطالبنا ولا يكفي لخفض التوتر". وأشار فاليت إلى وجود مطالب لأصحاب "السترات الصفراء" مثل تحسين الأجور، وأنه يجب على ماكرون أن يلقي كلمة لمخاطبتهم. وتابع: "سنواصل المظاهرات حتى تُلبّى مطالبنا بالكامل" وشدّد على أهمية تحسين الظروف الاقتصادية، وأن يلتزم ماكرون بمسؤولياته ويراعي مطلب ومشاكل الشعب. من جهة أخرى، أشارت تقارير إعلامية فرنسية إلى أن الاحتجاجات الأخيرة تسببت بمشاكل بين ماكرون ورئيس الوزراء إدوارد فيليب. ونشرت إذاعة "Europe 1" تقريرًا بعنوان "السترات الصفراء: الثنائي ماكرون - فيليب في أزمة"، معتبرة أنه لا شي يحصل بالصدفة في مثل هذه القضايا. وأشارت إلى أن فيليب لم يستطع إدارة الأزمة بشكيل جيد الأمر الذي أدى إلى إضعافه سياسيًا. بدورها تحدثت صحيفة "لو فيغارو"، عن وجود اختلاف في الرأي بين ماكرون وفيليب بشأن أصحاب السترات الصفراء. وأعلنت الحكومة الفرنسية، الخميس، عزمها نشر أكثر من 65 ألف شرطي في أنحاء البلاد لتأمين المظاهرات المرتقبة السبت. وفي كلمة بمجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، قال فيليب إن الخطوة "تأتي لمواجهة أعمال شغب محتملة" في الموجة المقبلة من احتجاجات "ذوي السترات الصفراء". والأربعاء، أعلنت الحكومة إلغاء ضرائب على الوقود كان من المقرر فرضها خلال العام المقبل 2019، على خلفية احتجاجات "ذوي السترات الصفراء". واحتجاجات "السترات الصفراء" ضد الضرائب وارتفاع تكاليف المعيش، والتي عمت مدنًا مختلفة منذ 17 نوفمبر/تشرين ثان الماضي؛ شهدت مقتل 4 أشخاص وإصابة المئات، وسط اتهامات للشرطة باستخدام العنف. واعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن المشاركين في احتجاجات باريس، السبت الماضي، "مجموعة من الغوغاء لا علاقة لهم بالتعبير السلمي عن مطلب مشروع"، ما أثار انتقادات على نطاق واسع. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :