وهج الكتابة: شاعر الحب

  • 12/9/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شَاعرُ الحبِّ والهَوى هل اكتوى اما انَّ الحبَّ رَحلَ مع العُمرِ ِكالهوا انه بحق قيصرُ الشعر الرومانسي في الشعر التقليدي العربي الحديث. عشق شعر الشاعر الأموي الأخطل التغلبي واقتدى به لذلك سمِّي بالأخطل الصغير. انه الشاعر اللبناني المبدع بشارة الخوري الذي كتب اجمل الأشعار التي غناها كبار المطربين العرب. ويحسب للأخطل الصغير بأنه حرّر اللغة العربية من القواميس والمعاجم ويبعدها عن الغلاظة اللغوية والتعقيد ويجعلها عصرية لا يصعب فهمها على القراء. في احدى المرات زار بشارة الموسيقار محمد عبدالوهاب وطلب منه الأخير قصيدة باللهجة العامية لكن بشارة رفض بشدة بحجة أنه شاعر تقليدي، فطرح عليه عبدالوهاب سؤالاً استفزازيًأ: «هل أحمد شوقي أحسن منك؟» فرد عليه بشارة: طبعًا لا، ولكن أنا لا أعرف، ثم قال له سأحاول بشرط أن تكون القصيدة مزيجًا من العامية المصرية وقريبة من اللغة الفصحى، فجلسا على بركة، وفجأة هطل بشارة منفجرًا: جَفنهُ علمَّ الغزلْ ومنَ العِلمِ ما قتل فحرقنا نفوسَنا في جحيمٍ من القبل ونشدنا ولم نزل حلمَ الحبِ والشباب حلمَ الزهرِ والندى حلمَ اللهوِ والشراب هاتها من يدي الرضى جرعةً تبعثُ الجنون كيفَ يشكو من الظما مَنْ لهُ هذهِ العيون وكانت الأغنية الوحيدة التي غناها له عبدالوهاب وجمعت اللغتين الفصحى والعامية. كما غنّى له الموسيقار فريد الأطرش: عِشْ أَنْتَ إني مِتُ بَعْدَكْ وَأَطِلْ إلى مَا شِئْتَ صَدَّكْ كَانَتْ بَقَايَا لِلغَرَامِ بمهجتي فَخَتَمْتُ بَعْدَكْ كما غنى له أيضًا: أضنيتنِي بالهجرِ ما أظلمكْ فارحم عَسى الرَحمنُ أن يرحمكْ مَولاي حكمتكَ في مهجتي فارفق بها يفديكَ من حكّمكْ ما كانَ أحلى قُبلات الهوى ان كنتَ لا تذكر فاسأل فمكْ تمرّ بي كأنني لم أكن ثغركَ أو صدركَ أو معصمكْ لو مر سيفٌ بيننا لم نكن نعلم هل أجرى دَمي أم دمكْ سَل الدجى كم راقني نجمهُ لما حكى مبسمهُ مبسمكْ يا بدر ان واصلتني بالجفى ومت في شرخ الصبا مغرمكْ قل للدجى ماتَ شهيدُ الوفى فانثر على أجفانهِ أنجمكْ اما صاحبة الصوت المخملي، فيروز فقد غنت له: يبكي ويضحك لا حزنًا ولا فرحًا كعاشق خطّ سطرًا في الهوى ومحا من بسمة النجم همسٌ في قصائده ومن مخالسة الظبي الذي سنحَا قلب تمرّس باللذات وهو فتىً كبرعم لمسَتْه الريح فانفتحَا ما للاقاحية السمراء قد صرفتْ عنا هواها، أرق الحسنُ ما سمحَا لو كنت تدرينَ ما القاه من شجنٍ لكنت أرفقَ من اسَى ومن صفحَا نشر الشاعر العديد من الأعمال كان من أبرزها ديوان الهوى والشباب عام 1953م وديوان الأخطل الصغير 1961م. توفي هذا الشاعر عام 1968 عن عمر يناهز 84 عاما. Alqaed2@gmail.com

مشاركة :