وهج الكتابة: شاعرٌ قتلته وردة

  • 4/18/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هذا العالَم نشيّدهُفينهارُثم نشيّدهُ ثانيةًفننهارُ نحنُكان يعشق الوردَ فقتلتهُ وردة. في أحد صباحاتِ أكتوبر من عام 1926، خرجَ كعادتهِ إلى حديقة في سويسرا ليقطفَ ورودًا لتعطّر روحه الحزينة فجرحت يده إحدى الأشواك. لم يهتم ولم يساوره الخوف من بوادر اللوكيميا التي بدأت تظهر لديه. ففضل الاستسلام لأنه لم يكن يعبأ بالحياة وبعد أقل من شهرين رحل إلى حيث لا يعود الراحلون. فسمّوه الشاعر الذي قتلته وردة. وفي رواية أخرى أن ريلكه مات وهو يحاولُ قطف وردةٍ من حديقة قصر (ميزو) ليقدِّمها إلى فتاة مصرية أحبها فوخزه الشوكُ ودخل على أثره المستشفى ومات. وتأكيدًا لذلك كتب ريلكه في كتابه «مذكرات مانته بريجه» بعض رسائله إلى معشوقته المصرية التركية التي كانت بالغة الجمال وقيل إنه مات على صدرها.يقول أنيس منصور في أحد مقالاته ان ريلكه «طلب إلى صاحبة البيت الذي يسكنه أن تخبره إن كانت وردته الحمراء قد تفتحت‏.‏ فعادت صاحبة البيت لتقول له‏:‏ تفتحت يا سيدي‏!‏ وأغمض الشاعر عينيه ليموت‏، وكأنه أراد أن يكون لون الوردة واسمها وصداها هو آخر ما يتزود به من هذه الدنيا‏. وأطبق جفنيه وأذنيه ونفسه على ما سمع ومات‏!‏». كانت تلك الوردة هي التي جرحته أشواكها!يقول أنيس منصور في أحد كتبه عن ريلكه إن ثلاثة رجال أحبوا امرأة حسناء في وقت واحد فطلبت منهم أن تركب عربة يجرها الثلاثة معًا فوافقوا على ذلك. والمفاجأة أن هؤلاء الثلاثة كانوا العالم المعروف فرويد والشاعر الكبير نيتشه والشاعر الرقيق ريلكه! كانت تلك الحسناء الفنانة لو اندرياس سالومي ملهمة نيتشه المعروفة التي كتب في حبها أشعارًا كثيرة.ولد ريلكه في براغ عام 1875 ومر بطفولة غاية في التعاسة وعاش وحيدًا غالبًا، يعشق العزلة ولم يكن لديه القدرة للمشاركة مع المجموعات. عاش حياته مغامرًا عابرًا دول أوروبا الشرقية والغربية، التقى تولستوي في روسيا، وقابل الشاعر الفرنسيّ بول فاليري فترجم ديوانه «مفاتن» عام 1925 إلى الألمانية. يعتبره البعض أعظم شاعر غنائي في ألمانيا كان يكتب بحسّ صوفيّ عن الخالق والموت، حيث تراوحت أشعاره بين البسيط والمركّب والعميق بحسه الموسيقي اللافت وحساسيته المفرطة تجاه العالم، متأثرًا بالفلسفة الوجودية وخاصةً نيتشه وكيركيغارد. وعالجت أعماله أيضًا قضايا إنسانية كبرى كالثورة الاشتراكية والتغيير الاجتماعي. لا حبيبةَ لي ولا منزلولا مكان أعيش فيهكل ما أستسلم له من الأشياءيغتني ويهجرني***الليلُ الخاطفُمن خلال طيّاتِ الستارِ جاءَ يبحثُعن الشمسِ في خصلات شَعركِانظري، أنا لا أرغبُ في شيءِ سوى أن أمْسك بيديكِوأن أكونَ هادئًا ولطيفًا مُفعَما بالسلام***لا تكتب الشعرَ إلاّعندما تشعر أنكَ ستموتإذا لم تفعل***Alqaed2@gmail.com

مشاركة :