وهج الكتابة: غوتة.. الشاعر الموسوعي

  • 5/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما عاد الشاعر يستطيع أن يعبر عن نفسه بالشعر وحده ولا بالرواية وحدها ولا بالمسرح وحده، فمع التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى صورها أصبح الكاتب سفيرًا متحولاً، متجولا، ومن الضروري أن يتحول إلى كاتب موسوعي ومثقف موسوعي. نجد في أيامنا هذه الكثير من الشعراء انتقلوا إلى السرد، إلى الرواية بالتحديد. ولم نجد روائيين كثيرين تحولوا إلى الشعر الا قلة قليلة. نحن هنا أمام قامة إبداعية فذة، مع شاعر تحدثت عنه الدنيا وملأ العالم بحروفه. انه يوهان غوتة، الذي ترك ثروة إبداعية ضخمة للأدب الألماني والعالمي، حيث تنوعت أعماله بين الشعر والرواية والمسرح. أقبل غوتة إلى الدنيا في 28 أغسطس 1749م بمدينة فرانكفورت، وغادر الحياة في 22 مارس 1832م، تاركًا خلفه أعظم القصائد والملاحم والروايات والمسرحيات في 142 مجلدًا. ومن أشهر رواياته، «آلام الشاب فارتر»، «رسالة فلهلم مايستر»، «التجاذب الاختياري»، «سنوات تعلم فلهام مايستر»، «سنوات تجوال فلهام أو الزاهدون» ومسرحية «فاوست» في جزأين بالإضافة إلى عشرات المجموعات الشعرية الخالدة. كان موسوعيًا بمعنى الكلمة. وبسبب عظمته أطلق اسمه على أشهر معاهد الثقافة الألمانية في العالم، انه معهد غوتة الذي يعتبر المركز الوحيد المسؤول عن نشر الثقافة الألمانية في العالم. هذا الشاعر المتمرد العاشق للحرية كان مولعًا بالنساء وأحب الكثيرات لكن لم يتزوج أبدًا في حياته لأنه كان يفضّل الحرية ويكره القيود أيا كان نوعها. هام غوتة عشقا بالشرق والأدب الشرقي، حتى قال البعض بأنه أعتنق الإسلام. يقول في القصيدة التي استنتج منها البعض أنه اعتنق الإسلام: الشمال والغرب والجنوب تتحطم وتتناثر والعروش تُثل الممالك تتزعزع وتضرب فلتهاجر إذن إلى الشرق في طهره وصفائه كي تعيش جو الهُداة والمرسلين هنالك، حيث الحب والغناء سيعيدك ينبوع الخِضر شابًا من جديد إلى هنالك، حيث الطهر والحق والصفاء أود أن أقود الأجناس البشرية فأنفذ بها إلى أعماق الماضي السحيق حين كانت تتلقى من لدن الرب وحي السماء بلغة الأرض دون تحطيم الرأس بالتفكير حين صدر كتابه «الديوان الشرقي» قال جوته «لا أكره أن يقال عني أنني مسلم». ووصف القرآن الكريم بأن أسلوبه «محكم، سام، مثير للدهشة، وفي مواضع عديدة يبلغ قمة السمو حقًا». كان شاعر الحب من دون منازع، كتب العديد من القصائد الجميلة التي ما زالت حية حتى يومنا هذا: قبل برهةٍ تسلَّلْتُ خلف حبيبتي دون أن يعترضني حاجزٌ وضَمَمتُها بين ذراعيَّ، فقالت: «دعْني، وإلا فإني سأصرخ» فهدَّدْتُها متحدِّيًا إيّاها: «أوّاه، سأقتل من يجرؤ على إزعاج خلوتنا» فهمست وهْي تومئ لي: «صمتًا صمتًا، يا حبيبي، قد يسمعنا أحدْ» *** ما الريحُ إلا عاشقٌ لطيفٌ يعشق الأمواج، ويدفعها من القعر *** أيها الحُبّ، أيها الحب، ذهبيُّ الجمال كغيمات الصّبح على تلك المرتفعات في روعةٍ تبارك الحقلَ الطرِّيّ وفي بخار البراعم العالم بكامله! Alqaed2@gmail.com

مشاركة :