دبي: محمد إبراهيم أكد خبراء ومشاركون في المنتدى، أن حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ستبقى كما هي عليه في العام المقبل 2019، إن لم تتدهور للأسوأ، معربين عن مخاوفهم من الجيل الثالث للإرهاب، الذي وصفوه ب«الأعظم» والأكثر تنظيماً. قالوا خلال الجلسة النقاشية التي جاءت تحت عنوان «حالة العالم العربي سياسياً في 2019»، وتحدث خلالها الدكتور إياد علاوي، رئيس وزراء العراق الأسبق، وناصر جودة، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني السابق، والدكتور نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق، وأدارتها الإعلامية منتهى الرمحي، مقدمة البرامج في قناة العربية، إن الطرائق المثلى للتغلب على التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سبباً في ظهور بيئة مغذية للإرهاب، وتفاقم النزاعات الإقليمية وارتفاع حدة التدخلات الدولية في عدد من القضايا المحورية، تكمن في توحيد الرؤى العربية حيال القضايا الشائكة على الساحة، والتعامل معها بشفافية وحسم. التبعات السلبية وتطرق الدكتور إياد علاوي، إلى مجموعة من قضايا 2018، ومنها القضية السورية، مؤكداً أن التبعات السلبية للمشكلات التي واجهتها سوريا، وعدد من دول المنطقة، تراكمت من سنة إلى أخرى، دون إيجاد حل ناجع لها، بل إن التحديات تتزايد عاماً تلو الآخر. وتحدث عمّا وصفه «بالجيل الثالث من الإرهاب»، قائلاً: إن كانت نمطية القاعدة تمثل الجيل الأول المبني على مبدأ ضرب الأنظمة، وإن كانت داعش تمثل الجيل الثاني المبني على قاعدة السيطرة على الأرض والتوسع، فإن الجيل الثالث سيعمل على خلق الفوضى في المجتمعات وضرب الاقتصادات الوطنية للدول، وبناء قواعد ليست متصلة بالضرورة في دول متعددة، لتحقيق الأجندات والغايات المتطرفة ذاتها، والإرهاب القادم سيعصف بالمنطقة والعالم، ولا توجد رؤية حقيقية شمولية عامة تستطيع التصدي له، وعلينا أن نقيم الجيل الثالث من الإرهاب ونتّحد في مواجهته. مشكلة المياه وعن التعاون العربي وحالة الانقسام الحاد في وجهات النظر حيال كثير من القضايا المحورية، قال علاوي «اليوم يجب العمل على الارتقاء بالواقع العربي نحو الأفضل، ووضع الآليات التي تربط الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منظومة واحدة، ويجب دعم الجامعة العربية بكل الموارد المتاحة. لا يمكن أن نكون دولاً طوائف بل دول متكاملة». صفقة القرن فيما بدأ ناصر جودة، الحديث عن صفقة القرن، متسائلاً عن كيفية تعاطي العالم العربي معها، قائلاً «هناك نقص شديد بالحوار بيننا نحن العرب. وهنا أسجل لدولة الإمارات هذه المبادرة المهمة للحوار بين مسؤولين وصناع قرار وخبراء، فنحن نرى أن القضية الفلسطينية مدخل لحل عدد من النزاعات، ومدخل للاستقرار في المنطقة، ويجب أن نفرق بين أمرين، تفاصيل صفقة القرن من جهة، وكيفية تعاطي الدول العربية والعالمية معها. وأضاف: اليوم لا نستطيع التعليق عليها، دون الاطلاع على تفاصيلها، وكل يوم يقال إنها ستكون جاهزة قريباً، في البداية كان الحديث عن أسبوعين أو ثلاثة منذ بدء حديث الإعلام عنها، بالأمس جاريد كوشنر، يقول إنها تحتاج إلى شهرين أو ثلاثة، وبغض النظر عن موعد جاهزيتها، نريد أن نرى الشروط الأساسية التي تضمن السلام والاستقرار لشعوب المنطقة بما فيها «إسرائيل». نريد القدس عاصمة للفلسطينيين، نريد دولة فلسطينية مستقلة وحلاً عادلاً للاجئين، طبعاً هناك قضايا حل نهائي أخرى، ولكن إن غابت هذه الشروط، فلكل دولة رأيها في حينه، ولكن الحقيقة أن هناك إجماعاً عالمياً، والدليل واضح في التصويت الأخير عن فلسطين في الأمم المتحدة. صفقة القرن إن جاءت ولم تكن مكتملة، فإنها سترفع مستوى التأزيم». الخلافات العربية وعن الخلافات العربية قال «مستقبل الحالة السياسية العربية مرتبط بالأزمات الراهنة، وهي ليست أزمات عسكرية أو أمنية فقط ولكن اقتصادية واجتماعية أيضاً. ولا أرى أي حلول جذرية لها؛ حتى صفقة القرن لن تكون حلاً سحرياً. وأرى أن عام 2019 سيكون صعباً على المنطقة والعالم، اليوم نرى أن هناك غياباً للدور الدولي، فالعالم غير متفق في كثير من القضايا، ولكننا لن نرضى بأن يكون اختلاف أو إجماع العالم على حساب الوطن العربي، اليوم نرى صراعات إقليمية، وخلافات عربية، وغياب مبادرات عربية لحل أزمات المنطقة. يجب إيجاد التوازن المفقود بين المصالح العربية ومصالح الدول الأخرى؛ إقليمية كانت أو عالمية، يجب أن نعتمد على أنفسنا ولكن لا مانع من نيل المساعدة الخارجية؛ مثلاً هل نستطيع إيجاد حل للقضية الفلسطينية دون دور أمريكي ضاغط على «إسرائيل»؟ قطعاً لا، ولكن هذا لا يعني أن نترك الموضوع بيد الولايات المتحدة دون منظور عربي واضح لحل الأزمة». أزمات المنطقة وعن أزمات المنطقة قال جودة «عندما نتحدث عن أزمات المنطقة فهي قطعاً مقترنة بخمس دول غير عربية هي الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا و»إسرائيل»، ولمواجهة هذه الأزمات وكيفية التعاطي مع هذه الدول في عدد من الملفات، فإنني أرى ضرورة تفعيل دور الجامعة العربية في طرح المبادرات، وإيجاد أفكار ورؤى ومخارج للأزمات. التفكك العربي وفيما يوصف بحالة التفكك العربي وعدم نجاح نماذج الوحدة في دول المغرب العربي والنزاع الخليجي، أكد جودة أن هناك عدداً من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي قد تؤدي إلى التشتت، وقال: «إذا تحدثنا عن العالم العربي تاريخا وجغرافيا ونظرة مستقبلية، فالمطلوب من بعض الدول العربية التي تغرد خارج السرب، العودة إلى المسار الصحيح، هناك دور مطلوب من الجامعة العربية أن تكون هناك مبادرات لحل الأزمات العربية، وعلينا أن نبتعد عن الخلافات والانقسام ونتفادى الصراعات الإقليمية كي نلتفت للتحديات الدولية، لأن غياب الرؤية العربية والدور العربي يفتح الباب للتدخل الأجنبي وهذا ما يحدث اليوم». ضعف سياسي عربي وقال نبيل فهمي «إذا كنا نريد التحدث عن المستقبل، فلا بد من وصف الحاضر، هناك ضعف سياسي عربي، يجب القيام بأمرين محوريين، أولاً تبني التغيير التدريجي السليم لبناء مستقبل أفضل لدول المنطقة، وثانياً عدم مبالغة أي دولة بالاعتماد على دولة أخرى، سواء كانت عربية أو أجنبية. خلال المئة سنة الماضية اعتمدت الدول العربية على الغرب والشرق في قضايا الأمن القومي، نجم عن ذلك ما نراه اليوم أن إيران و»إسرائيل» وتركيا تضغط على دول العالم العربي بشكل غير منطقي ومرفوض». وعن ظاهرة الإرهاب وتأزم القضايا الأمنية في العالم العربي قال «إذا نظرنا إلى المدى الطويل لا مصلحة لأحد من الإرهاب، ولكن على المدى القصير هناك أطراف مستفيدة من تأزيم وضع العالم العربي، وبعض دوله على وجه الخصوص. لا يوجد حل سيخلق في عام، المشكلات عميقة، ولكن يجب أن نبدأ، ليس بالضرورة أن نجتمع على صوت واحد، بل البداية في رفع الصوت ولو بشكل مستقل، وسيكون 60% إلى 70% مما نقوله متشابهاً، بما قد يمثل أرضية مشتركة يمكن البناء عليها». احتدام الصراعات وعن بعض القضايا المهمة للمنطقة العربية واحتدام الصراعات الإقليمية قال فهمي: «انظروا إلى الحالة السورية، إن الاجتماعات الدولية لحل الأزمة السورية لا يوجد فيها أي تمثيل عربي، بل قوى إقليمية وعالمية، وهو أمر سيئ للغاية. يجب التفكير في كيفية إيجاد توازن في العلاقة مع الأطراف غير العربية، كما يجب أن تكون هناك رؤية عربية. تصرفات إيران في المنطقة غير مقبولة، تصرفات تركيا غير مقبولة، ويجب أن تغير قطر من نهجها الحالي لتكون كباقي الدول العربية، وطبعاً من مصلحة دول الخليج والعالم العربي التوحد في مواجهة القوى الإقليمية الطامعة بخيراته ومكتسباته». وعن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا قال «اليوم نرى نوعاً من الإيجابية بين إثيوبيا ومصر، ولكن الأزمة الحقيقية تكمن في طريقة إدارة الدول لقضية المياه، لا أرى حلا ولكن هناك توجه نحو الأفضل».
مشاركة :