اليمن ورسالتنا إلى التحالف! (2-2)

  • 12/13/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

‭‬ نوقن أن الشرعية والتحالف يدركان الهدف من الضغوط السياسية والحقوقية عليهما باسم الإنسانية! والتحالف والشرعية وكل الشعوب الخليجية والعربية هي الأحرص على اليمن وعلى شعبه، من أولئك المتاجرين الغربيين وإيران وأتباعها ومنهم الحوثيون بشعار الإنسانية لتغطية الأهداف والأجندات، لعرقلة انتصار التحالف وإطالة أمد الحرب والإبقاء على التهديد الحوثي كذراع للخطر الإيراني المستفحل في أكثر من مكان في الخليج والمنطقة العربية! وحيث (إدارة الصراع لا الوصول إلى الحسم لاجتثاث الخطر الحوثي) هو أحد الأهداف الغربية، وحيث التراكض للمفاوضات أو المشاورات والضغط على التحالف للمشاركة فيها كلما أوشك على حسم الحرب عسكريا، باتت مسرحية معروفة! والضغوط لإضعاف الشرعية باعتبار الحوثي ندًّا في الحوار ما هو إلا محاولة (لشرعنة وجوده وتقاسمه السلطة لاحقا) على الرغم من كل جرائم الحرب التي ارتكبها -ولا يزال- في حق الشعب اليمني وأماكن سيطرته. باختصار، الغرب والمبعوث الأممي يعملون على عدم حسم الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين على الرغم من تشدقهم بشعار الإنسانية! ‭{‬ من هنا ومما طرحناه في مقال الأمس تتضح ماهية رسالتنا إلى التحالف ونحن نرى التلاعب الدولي الذي شرحه (وزير الخارجية اليمني) نفسه بشكل صريح وواضح أن الأطراف الدولية (المعنية) متواطئة مع الحوثيين ضد الشرعية وضد التحالف! وأنه على الرغم من كل العبث الحوثي في «الحديدة» وتهديدها للملاحة الدولية فإن الغرب والمبعوث الأممي وكأنهم يحاربون (تحرير الحديدة) لأن تحريرها كميناء يعني بداية النهاية الفعلية للحوثيين وكذراع إرهاب إيراني ضد اليمن والسعودية والتحالف والخليج! من هنا نقول في رسالتنا: 1 – على التحالف ألا يتراجع عن مهمته الأصلية في الحرب على «الحوثي» باعتباره داء خبيثا لا بد من اجتثاثه إن أردنا لليمن عودة الاستقرار والأمن وعودة الشرعية والحفاظ على وحدته وإنهاء التهديد الحوثي للخليج. 2 – أن يتصرف التحالف في الحرب بحسم أيضا في مواجهة الضغوط الغربية والمبعوث الأممي الذي يعمل على كسر وإضعاف الشرعية والتحالف ومساواة الحوثي (الإرهابي والمنقلب على الشرعية وعلى الوطن اليمني) بالشرعية نفسها، ولذلك وأثناء المفاوضات لا بد من استمرار المعارك كما هي وأكثر، حتى إذا فشلت تلك المفاوضات كالمعتاد، يبدأ فورا (تحرير الحديدة) والحسم العسكري الذي هو الورقة الحقيقية الرابحة في يد الشرعية والتحالف. 3 – أن يرفض التحالف التلاعب الدولي باعتبار مفاوضات السويد مدخلا لمراجعة الأطر والمرجعيات السابقة، أو كما قال المبعوث الأممي في (ستوكهولم) لا بد من التنازل وربما يتم لاحقا إعادة مقترح (هيئة حكم) في اليمن وحكم ذاتي، على التحالف أن يصر على التمسك وكما يفعل بالمرجعيات الأساسية التي يستند إليها (مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرارات الأممية الصادرة عن الأمم المتحدة) ورفض أي مقترحات تنسف تلك المرجعيات! 4 – ألا يتيح التحالف للحوثيين باسم إبداء حسن النية والدخول في مفاوضات كلما اقترب الحسم العسكري، وأن يعيد تموضع نفسه أو آلياته أو الحصول على أسلحة جديدة بطرق مموهة أو دخول عناصر غير يمنية إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وخاصة أن بين الجرحى الذين وافق التحالف على سفرهم للعلاج مؤخرا من صنعاء (4 من حزب الله و2 من إيران)! ولم يفلح التحالف في تسويق هذا الاختراق الإيراني الفاضح أمام العالم! 5 – لا بد من وجود الشرعية بثقل وبعمق في كل المناطق التي تم تحريرها وفرض السيطرة وإدارة المؤسسات كما تفعل كل سلطة في بلدها. 6 – نجح التحالف -جزئيا- في إدارة حملته السياسية والدبلوماسية والإعلامية، ولكنه لايزال قاصرًا خاصة على المستوى الإعلامي في مواجهة الحملة السياسية والضغوط الحقوقية التي تشوه حقيقة ما يحدث في اليمن وتصور الحوثي كضحية على الرغم من جرائم الحرب التي يرتكبها، فإذا عرفنا أن نصف المعركة هي «إعلام» فلابد من التركيز أكثر على تفعيل الإعلام عموما «والإعلام الحربي» خصوصا، وممارسة الإعلام المضاد باعتباره أهم أسلحة الحرب الدائرة في اليمن اليوم، وخاصة ضد الحملة الشرسة على الشرعية والتحالف باسم الإنسانية الكاذبة، والتي يتم استخدامها كغطاء لتمرير الأجندة الحوثية الإيرانية والأجندة الغربية في تفكيك اليمن والإبقاء على نار الصراع فيه مستعرة! ‭{‬ لم يدخل التحالف الحرب في اليمن لكي يسمح في النهاية للتلاعب الحوثي-الإيراني والتلاعب الدولي، ألا يتمكن من حسمها وتحقيق أهدافها الأصلية، واجتثاث خطر الإرهاب الحوثي منه كذراع لإيران! أو للتفاوض على الأسرى والمعتقلين باعتباره نجاحا للحوار في السويد! لذلك على التحالف أن يكثف جهوده ووسائله وإدارته في مواجهة هذا التلاعب، وأن يحسم الحرب في اليمن سريعا، قبل أن تتحول إلى صراع دائم ودامٍ، وبؤرة استنزاف طويلة الأمد! وأن يضع التحالف لها قوانينه الخاصة إن أراد الحسم والانتصار فعلا، فالنصائح الغربية ستعوق هذا الحسم، والحوثيون لن يمرروا أي محاولة للسلام والحل السياسي إلا بعد أن يتم كسرهم على الأرض! ومواجهة الضغوط الدولية التي تعمل على إبقائهم بؤرة صراع دائم والله المستعان.

مشاركة :