رسالة فخر إلى جندي إماراتي بطل 2-2

  • 8/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في محيطها الإقليمي كانت قواتنا المسلحة سباقة في العام 2003 إلى المشاركة ضمن قوات درع الجزيرة للدفاع عن دولة الكويت وشعبها. كما عادت قواتنا من جديد إلى لبنان في العام 2001 لتخوض غمار تحد جديد تمثل في تطهير أراضي الجنوب اللبناني من الألغام التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي وتخفيف معاناة السكان. أما في النطاق الإنساني، فقد تعاظم دور قواتنا المسلحة في عمليات الإغاثة الكبرى التي نفذتها خلال زلزال 2005 الذي ضرب شمالي باكستان، وفي عام 2008 لعبت القوات المسلحة الإماراتية دوراً حيوياً في عمليات إغاثة في اليمن جراء السيول والفيضانات. وفي أفغانستان تلعب قواتنا المسلحة المشاركة ضمن قوات إيساف في الوقت الراهن دوراً حيوياً في تأمين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني فضلاً عن قيامها بدور موازٍ في خطط إعادة الإعمار والحفاظ على الأمن والاستقرار. وفي السياق نفسه تأتي المساهمة الفاعلة لقواتنا المسلحة الباسلة في مواجهة مصادر التهديد التي تواجه دول المنطقة، كالمشاركة في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل دعماً للشرعية ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن في مارس 2015، والتحالف الدولي ضد داعش في عام 2014، وكذلك مشاركة الدولة بفاعلية ضمن قوات درع الجزيرة لإعادة الأمن والاستقرار إلى مملكة البحرين بعد اندلاع الأعمال التخريبية والإرهابية فيها في العام 2011، إضافة للدور الفاعل الذي لعبته قواتنا البحرية في مكافحة القرصنة في بحر العرب بكفاءة واقتدار أشاد بهما العالم. ومن المهم أن نلاحظ هنا أن كل هذه المشاركات تعكس درسين مهمين: الأول هو ثقة القيادة الإماراتية بكفاءة جنودها، والثاني هو ثقة العالم بالإمارات وقواتها المسلحة. صحيح أن المهام الخارجية تمثل في التطبيق العملي تدريباً لا يستغنى عنه لقواتنا المسلحة، لكنها في الوقت نفسه تحمل رسالة إماراتية سامية للعالم تعبر عن أخلاقيات هذه الدولة قيادة وجيشاً وشعباً في نصرة الضعيف وإعانته حيث كان بالفعل وليس بالشعارات. والواقع أن كل هذا لم يكن ليتأتى لولا المعدن الأصيل الذي قُدَّ منه الجندي الإماراتي، فأنت تستطيع أن تضع أفضل الأسلحة في يد إنسان وترسله لأفضل المعاهد لكنك لن تصنع منه جندياً شجاعاً إلا إذا كان مجبولاً على الشجاعة والإيمان ومحبة الوطن والثقة بالقيادة. وهذه صفات أصيلة في نفوس أبنائنا مغروسة فيهم من الآباء والأجداد لا يحتاجون لأكاديميات العالم لاكتسابها لأنهم تلقوها كابراً عن كابر في أكاديمية الإمارات. ولا أبلغ في هذا المجال من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وزير الدفاع، رعاه الله، عن هؤلاء الجنود الأشاوس، حيث يقول وهو يخاطبهم: أنتم قرة عين الوطن والمواطنين وستظلون بتوفيق الله ورعاية قائدكم الأعلى كما عهدناكم رجال النخوة والشهامة والإيثار والعطاء والإقدام وكلي ثقة بأنكم تستيقظون كل فجرw وأنتم أكثر تمسكاً بقيم الإخلاص والوفاء والفداء وأكثر إصراراً على الإتقان والنجاح والتفوق وأكثر التزاماً بتنفيذ المهام التي تكلفون بها وأكثر رغبة في استيعاب جديد السلاح وكافة العلوم العسكرية والتكنولوجية. وكيف لا، وهؤلاء هم أحفاد المقاتلين الأشاوس الذين دافعوا عن هذه الديرة ضد كل أجنبي غزاها، ولذلك بقوا هم على أرضهم وعاد ذلك الأجنبي من حيث جاء، وهم أبناء أولئك الذين التفوا حول زايد الثاني وإخوانه من الآباء المؤسسين ليحموا بالمهج والأرواح علم الاتحاد الوليد قبل نيف وأربعين عاماً، لا هزتهم مؤامرة ولا أرعبهم تهديد ولا أخافهم وعيد. وكيف لا، وهم الذين شهد فيهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أنهم قوة للاستقرار الإقليمي، حين قال: لقد أثبتت القوات المسلحة الإماراتية عبر المراحل المختلفة التي مرت بها والتحولات والأحداث والأزمات التي عاشتها منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم أنها قوة استقرار إقليمي تدافع عن الحق وتعزز منظومة الأمن الجماعي الخليجي والعربي وتمثل سنداً للأشقاء وإضافة إلى قوتهم وصانعاً للسلام ومد يد العون في مناطق عدة حول العالم.. وهذه هي عقيدتها الراسخة التي تستمدها من سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة القائمة على الوقوف دائماً إلى جانب الحق والإسهام في كل ما يحقق أمن العالم واستقراره ورفض كل أشكال التهديد أو العدوان والدعوة إلى تسوية أي نزاعات أو مشكلات مهما كانت شدتها بالحوار والطرق السلمية. وهؤلاء هم الذي شهد فيهم القريب والغريب، فقال عنهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: إن جهودهم المضنية والمخلصة رسمت لوحة الشرف والبطولة على جبين وثغر اليمن الباسم، حيث اختلط الدم الإماراتي بالدم اليمني وتميز أداؤهم بالجدية والاقتدار، وأبلوا بلاءً حسناً، بينما قال عنهم الجنرال الأميركي جيمس ماتيس: إنهم يمتلكون عزيمة على القتال، وهم مقاتلون رائعون. وبمثل هؤلاء، جند الحق جند الإمارات الأشاوس ... تفتخر الإمارات ويفتخر الإماراتيون والعرب.

مشاركة :