لمياء المقدم شاعرة تكتب الجسد والحب

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ميلانو (إيطاليا) - “في الزمن وخارجه” هي المجموعة الشعرية الثالثة للشاعرة التونسية المقيمة في هولندا لمياء المقدم. وفيها تكتبُ الشاعرة الجسد والحبّ، وتقف بينهما شاهدة وقاتلة وضحية، غير آبهة بما ينفلتُ من حياتها ويغرق في الوحدة والموت والغياب. سيرة جسدية للحب سيرة جسدية للحب يمكننا اعتبار قصائد المقدم في مجموعتها الجديدة، الصادرة عن منشورات المتوسط بإيطاليا، سيرة جسدية للحب، تستجيب للفطرة وتضيف للصوت القادم من الأعماق أصواتا أخرى وخيالا يتّسع للزمن وخيباته، للانتصارات الصغيرة والانكسارات، للجرأة في كسر الزجاج المعتم الذي تختفي وراءه الأشياء الحميمية، والاقتراب منها أكثر ببقعة ضوء كبيرة. لا تدّعي لمياء المقدم في قصائدها شيئا خارجا عن تجربتها الشخصية، وهي تبتعد كما لو أنها تحمل ما يجعلُ صورتها غائمة، أو غير واضحة في عيون رجل تخاطبه بطرق وأشكال كلام مختلفة، وكأننا بها تصنعه أو تتخلى عنه، كما تبكيه وتنتظر رجوعه، ثمّ تهدِّدهُ إذا منعها من ارتداء فستان قصير: “إذا منعتني من ارتداءِ فستان قصير/ ماذا سيبقى لنسعى من أجله؟/ ترى في ركبَتَيَّ النافرَتين إغواء/ ولا ترى ما في القَدمين من محبّة/ أتعرفُ أني صنعتُ هاتين الركبتين من علب صفيح/ قديمة وعصيٍّ تركَها أبي معلَّقة على جدار غرفتِه؟”. تخاطب الشاعرة كذلك العالم وناسه موجهة لهُم الكلام لا ليُنصِتوا وحسب، بل ليشاركوها تجاربها في حياة تكبتها بسوريالية. في شعرِ لمياء المقدم يحضر الجسدُ ويصنعُ بلا تردُّد عوالمَه الخاصة، ليغدو الكتابُ في جل قصائده نوعا من المكاشفة الحقيقية، التي قلّما نجدها في الشعرية العربية النسوية. حيث تتّسم بخصوصية تنعكس على جلِّ القصائد، وهذه الخصوصية هي قناعة الشاعرة حين تقول “لامتلاك القدرة على قول الأشياء ببساطة/ خلق الشعر”.

مشاركة :