أكد تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في مجموعة إي.دي.إس.إس أن المواقف والتطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها المملكة المتحدة، والتي انتهت بدعم رئيسة الوزراء تيريزا ماي ونجاحها في تخطي التصويت على طرح الثقة، ما هو إلا تأكيد على توحيد المواقف من قبل الأطراف السياسية الحاكمة والمعارضة للمضي قدماً في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي مهما كانت النتائج. ولفت التقرير إلى أن التطورات الأخيرة ساهمت في استيعاب الفئات التي تعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتحديداً الفئات الشابة، ووضعتها أمام الأمر الواقع، وهو الخروج، ولكن في الوقت نفسه مع اتفاق يصب في مصلحة المملكة المتحدة، وهذا ما سيواجه تحديات جديدة، خاصة أن قادة الاتحاد الأوروبي أعربوا عن رفضهم التام لإعادة التفاوض بخصوص الاتفاقية التي تم التوقيع عليها. وفي ظل هذا الواقع، لفت التقرير إلى أن الجنيه الإسترليني تلقى بعض الدعم نتيجة وضوح مسار البريكست، ولكنه سيخضع للمزيد من التقلبات في الأيام المقبلة في حال كان هناك أفق مغلق من الاتحاد الأوروبي حول إعادة التفاوض. وقال التقرير: «إن أسوأ السيناريوهات للجنيه الإسترليني هو خروج بريطانيا من دون اتفاق، وكما حذر رئيس المركزي الإنجليزي مارك كارني، مؤخراً، من أن الخروج الصعب سيؤدي إلى انخفاض الجنيه بنسبة 25%، وتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي بين 7-9% خلال الخمس عشرة سنة المقبلة». وفيما يخص الجانب الأميركي، قال التقرير: «إن الفيدرالي الأميركي يعبر عن لهجة هادئة هذه الفترة، للتوافق بين واقع الأرقام الاقتصادية والتضخم والبرامج الاقتصادية للرئيس ترامب، لكي يكون هناك توازن، والحرص على عدم خلق تقلبات وتوترات في الأسواق المالية، ولكن الضغوط على الفيدرالي من قبل الرئيس الأميركي أصبحت أقل حدة من قبل الرئيس الأميركي، لكون الكونغرس أصبح في أغلبية مجلس النواب مسيطرا عليه من قبل الديمقراطيين، وهنا الفيدرالي سيكون في وضع أكثر ارتياحاً، لكونه يتبع لسلطة الكونغرس بصورة مستقلة».
مشاركة :