استغربت الضجة المثارة حول قرار الهيئة العامة للبيئة بشأن وقف زراعة أشجار "الكونكاربس" في المناطق السكنية والصناعية وفي جميع أنحاء البلاد، بحجة أن جذورها تخلق مشاكل للأساسات، وتمتد إلى شبكات الصرف الصحي! زين... مشكورين على النصيحة، ولكن من نصح أساساً بزراعة أشجار "الكونكاربس"، بل والتشجيع على ذلك؟! عدت بالذاكرة إلى أعوام مضت، ثم تذكرت تصريحاً لـ "كونا" ذكرت فيه أن "باحثاً علمياً ومسؤولاً زراعياً يتفقان على أهمية نبتة الكونكاربس وملاءمتها للبيئة الكويتية، داعيين الجهات الحكومية المعنية والمجلس البلدي لدعم زراعتها". ثم عدت إلى "الإنترنت"، ووجدت التالي: "قال الدكتور (هـ. ز)، الباحث العلمي في إدارة الزراعة بمعهد للأبحاث العلمية: إن نبتة "الكونكاربس" توفر غاز ثاني أكسيد الكربون، وتشارك في حماية وتطوير البيئة الزراعية، وتزيد نسبة الرطوبة في الجو، وتخفف درجة الحرارة، وتحمي النباتات من الرياح المحملة بالغبار، وأيضاً تخفف الحساسية... إلخ". كما أضاف المهندس (خ. م) من الهيئة العامة للزراعة بشأن هذه الشجرة أنها من أفضل النباتات التي تزرع في الكويت منذ عشرين عاماً، وبيّن أن هذه النبتة مهمة لملاءمتها للبيئة، كما أنها سهلة التكاثر ورخيصة جداً وسهلة التشكيل، ولها إمكانية النمو إلى أقصى حد ممكن، وبالإمكان استخدامها كـ "سور"، كما أنها غير سامة وتحمي الحيوانات، وتساعدها على الاختباء تحتها، وحثَّ المواطنين على زراعتها... إلخ. هذا خبر من "كونا" نشر بتاريخ 21/ 06/ 2009، وعليه فإن ما ورد في الأسبوع الماضي من تحذير حكومي من زراعة "الكونكاربس" وقلعها من جذورها... هو كمصدر مَن شجّع على زراعتها قبل عشرة أعوام... فمَن المسؤول يا تُرى، ومَن يتحمّل تكاليف الأضرار التي مُني بها المواطنون نتيجة لزراعتهم هذه النبتة؟! نحتاج إلى إجابة وتفسير لهذا التناقض.
مشاركة :