إبراهيم عطيان يكتب الظل 6 قصة قصيرة

  • 12/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لكنهم علموا أن الحيلة لم ولن تفلح بهذا الشكل الذي لا يتناسب مع عقليات هؤلاء الشباب الواعي خاصة بعد ان انضم لهؤلاء الشباب الكثير من المفكرين في شتى أنحاء العالم العربي لقناعتهم بالفكرة . وايمانهم بأن الاتحاد قوة والاعتصام بحبل الله لن يأتي إلا بخير ولن يزيد الأمة العربية إلا قوة وصلابة مطالبين باتحاد الوطن العربي وإلغاء الحدود فيما بينهم لتصبح قوة اقتصادية ‘ عسكرية ‘ بشرية مؤثرة في العالم مرددين عبارات استهجان واستنكار لما يحدث من شقاق بين العرب وما ترتب عليه من تصدع في الصف العربي وتفرقه الغير مبرر ، والبعيد عن المنطق ! فكيف يتمزق النسيج العربي هكذا وقد جمعته لغة واحدة وتربطه أرحام وأنساب وعقيدة وتقاليد !هي حالة من الغليان تسيطر على الشارع العربي بسبب التناحر العربي العربيكل هذا لم يكن كافيًا بالنسبة للعدو . لم يكتف بما حققه من تفريق بين الأشقاء وبث الضغينة بينهم فقد خرجت أبواقه الإعلامية المأجورة تتحدث عن الظل بأنه كذبة اختلقها النظام المصري الحاكم لتنفيذ مخططات أعدها من قبل للاستيلاء على ثروات العرب ، ظلت هذه الأبواق المضللة تنفخ في النار بشدة دون هوادة في محاولة لإحداث فتنة بين مصر من جانب وشقيقاتها في الوطن العربي من جانب أخر طالبت الحكومات العربية مصر بوضع حد لما يحدث على أرضها من الظل ومن معه تجنبًا لنجاح الخطة الموضوعة بعناية من عدو يترقب ما يحدث ، ينتظر المرحلة القادمة كي ينقض على فريسته . في الوقت ذاته أخذت القنوات المشبوهة المدعومة من عدو يخطط بعناية في تضخيم القضية وتدويلها ونقل نفس الصورة المغلوطة للعالم الغربي هو الأخر متهمة النظام المصري بالتخطيط للاستيلاء على مقدرات العرب باستخدام قصته المختلقة وتأجيج الشعوب على حكامها لتتمكن من تحقيق الهدف عبر الفوضى. في الوقت ذاته يتنقل العدو في سرية تامة بين أمريكا والدول الغربية استكمالًا للخطة وإقناع الغرب بأن الثرواتالعربية التي يترقبها الغرب بشغف لن تكون في حوزتهم طالما تركوا الساحة لمصر كي تعبث بالمنطقة وأن هذا هو الوقت المناسب لقطع الأواصر العربية عن طريق نشر الفتنة والتأكيد على كشف المخطط المصريلم يكتفي المغرضون بذلك فقد جمعوا أعوانهم في الوطن العربي ليخرجوا عبر شاشتهم مطالبين أوروبا وأمريكا بالتدخل السريع لإنقاذ العالم العربي من حرب إقليمية وشيكة قد تكون نواة لحرب عالمية ثالثة تدمر العالم .الشارع العربي الآن بين مؤيد ومعارض ، والعدو يترقب في سعادة بداية الشقاق والاختلاف بين فئات المجتمعالعربي وكأن أشواك الخطة الصهيونية قد بدأت في الظهور وزرع الشياطين قد ظهرت ثماره الخبيثة.لكنهم بفضل فعلتهم القذرة قدموا الظل للعالم دون قصد وصنعوا منه بطلًا خارقًا . فانقلب السحر على الساحر وبدأ انتشار الظل وقضيته بشكل أوسع وأسرع .الاحداث تزداد سخونة والآراء متفاوتة بين أفراد المجتمع بين مؤيد للظل وبين مطالب بإنهاء هذا العبث وحماية البلاد من تدخل أجنبي قد يكون وشيكًا .أمست الساحة العربية مسرحًا للعمليات المخابراتية التي بدأت في الإعداد لتمزيق الجسد العربي وتقسيم الكعكة . الحكومات العربية بما فيها مصر لم تدخر جهدًا لحل الأزمة التي قد تسبب شرخًا في العلاقات ، الاجتماعات تتوالى والوفود العربية رفيعة المستوى تتوافد على موانئ مصر الجوية لمناقشة الموقف وتدارك الأزمة وإعداد تدابير أخرى مغايرة .لمواجهة ما يحدث من حولهم بمساعدة خبراء في إخماد مثل هذه الأمور وتحويل الدفة لصالحهم ‘ الكل يدلي بدلوه حتى لا تفلح خطة الإعلام المأجور أن تأتي بثمارها المسمومة. لكن دون جدوى فمازال الانقسام في الشارع هو سيد الموقف والمسيطر على مجريات الأمور إلا أن وطن كان لها رأي أخر قلب الموازين وأعادت للظل ومن معه عجلة القيادة مرة أخرى .كما أخرج الحكومات العربية والقيادة المصرية من مأزق كاد أن يعصف بالبلاد والظل بصفة خاصة . قررت أن تأخذ خطوة هي الأخرى بعدما شعرت بأن الظل قد يصبح ضحية لأفكاره لكنها حتى الأن لا تعرف كيف تكون هذه الخطوة ‘أغلقت على نفسها وبدأت تفكر بشكل مضطرب وسريع ‘ فهي تعلم أنه لا يوجد متسع من الوقت.  ظلت تتحرك يمينًا ويسارًا في غرفتها تنظر للهاتف ‘ الحاسوب ‘ باب الغرفة ‘حتى قهوتها التي تعيد لها النشاط والتركيز. لم تفلح هذه المرة . الوقت يمضي والتوتر يشتد والساحة تزداد سخونة وغليان والعدو ينتظر الاحتفال. قررت أن تواجه الأسرة لكنها لا تستطيع ‘ أمسكت بالباب لتخرج ‘ ثم تراجعت ‘ثم عادت للباب ثانية لتخرج هذه المرة عليهم ‘ فتجد الأسرة تترقب شاشات التلفاز وقد سيطر عليهم القلق فتنظر إليهم وطن ثم تعود لاحظت الأم اضطراب ابنتها . فتسألها الأم ماذا بك ؟ تكلمي نحن بجانبك. لا تقلقي على شيء .

مشاركة :