إبراهيم عطيان يكتب: الظل 10 قصة قصيرة

  • 1/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الخطة الشيطانية ستنجح هذه المرة في تحويل البلاد إلى فوضى .وطن التي تجلس الأن مع أسرتها تتابع الأخبار في لهفة وترقب تنهار بعد سماع خبر مقتل الظل وتدخل في نوبة بكاء وصراخ مهرولة نحو غرفتها ثم أغلقت الباب والدموع تتساقط كزخات المطر .الأسرة تعرف الآن أن ابنتهم هي وطن الذي يتحدث عنها الظل وينتظر الجمهور رؤيتها.يتجه الأب إلى غرفته مسرعًا ويبدو عليه الغضب .• بعد مدة قصيرة يخرج الأب الغاضب من غرفته ويطلب من وطن أن تذهب معه بسرعة ، فتسأله الأم : إلى أين ؟ الأب : سنعود سريعًا هيا بنا يا ابنتي لا مزيد من الوقت يجب أن نتحرك سريعًا نحن الآن لا ندري ما هي وجهة الأب الغاضب وابنته التي خيم الحزن والحسرة على ملامحها الجميلة. الموقف الآن يكتسي بالغموض فتصرفات الأب الغاضب غير مفهومه لنا ولا لوطن أو حتى الأم . فإلى أين يذهب بابنته ؟ هذا ما ننتظر الإجابة عنه .• في الطريق يسألها الأب : هل تحبينه ؟ وطن : تجيب وهي تبكي وما الفائدة الأن يا أبي لقد مات يا أبي مات .الأب يفكر وقد تبدو على وجهه علامات الهدوء ثم يقول : أنه من غير المعقول أن تتخلص منه الحكومة المصرية لأن ذلك لن يكون في صالح البلاد في هذا الوقت بالتحديدوفي ظل هذا التوتر وترقب الأعداء . اطمئني يا ابنتي هو بخير أنا متأكد من صحة ما أقول ،الظل الأن أكثر أمانًا ._ كيف يا أبي ؟! وإلى أين نذهب الآن ؟ أخبرني يا أبي .الظل يا ابنتي هو الورقة التي تملكها السلطات المصرية لعبور الأزمة وكشف القنوات المغرضة أمام العالم اطمئني يا ابنتي ... ثم توقفت السيارة في مكان بالقرب من شاطئ البحر .وفي ليلة لا تنسى شوارع القاهرة وجميع المدن المصرية والعربية تغلى غضبًا حتى أمسى الصدام وشيكًا فما هي إلا مسألة وقت حتى تنفجر الجماهير الغاضبة وتدخل البلاد في موجة من العنف والتخريب الخفافيش يستعدون للاحتفال مع من يحركهم في محور الشر الذي سبقت الاشارة إليه " تل أبيب " يتبادلون التهاني بقرب الصدام واندلاع الحرائق والتدمير الذي أعدوا له من قبل . • لكن وطن لن تبقى صامتة فهي تفكر مع أبيها في حل للاطمئنان على حبيبها الذي لا تعلم عنه شيئا والأب بدوره يبحث عن المخرج من تلك الأزمة التي ربما تعصف بالوطن العربي • فجأة يتوقف البث لتخرج وطن عبر شاشات التليفزيون لتعلن عن نفسها وبجوارها الأبمطالبين الناس بالهدوء فوطن فقط من يستطيع التعرف على الظل والتأكد من سلامته تهدأ الجماهير قليلًا منتظرين عودة وطن مرة أخرى لتنفي خبر مقتل الظل وإظهار شخصيته الحقيقية • الخفافيش يشعرون بخيبة الأمل بعدما أفشلت وطن المخطط الشيطاني للمرة الثانية ظهر جليًا الدور الذي قامت به وطن في إنقاذ الظل في المرة الأولى ‘ وانقاذ الوطن العربي بأكمله من تداعيات الخطة الجهنمية التي أعدها الصهاينة أحفاد إبليس وقام بتنفيذها بعض من الخونة الذين باعوا الوطن العربي مقابل مصالح شخصية رخيصة الجماهير في الميادين والمقاهي تنتظر ظهور وطن للمرة الثانية لتأكد لهم أن الظل حي على قيد الحياة وطن لن تهدأ حتى ترى محبوبها كذلك تريد أن تكمل ما بدأته سابقًا في محاولة لإنقاذ البلاد الظل يعاني في محبسه لا يعلم بما يدور في الخارج .لا يدري ماذا يفعل وهو مقيد في معزل عن العالم الخارجي ؟ • الظل الآن يفكر بعمق في حل يمكِّنه من إنقاذ وطن والخروج من تلك الأزمة التي أمست معقدة. فيدخل عليه ضابط ليأخذه إلى مكتبه أخبره الضابط بما يدور بالخارج وأن وطنا تطلب الحديث معه للتأكد من سلامته بنفسها كي تهدأ الأمور في الساحات والميادين . قائلًا تعالى معايا بسرعة يا عم روميو ، ثم يبتسم ويربت على كتفه .الظل لا يصدق ما يسمعه فهو سيرى حبيبته للمرة الأولى ‘ الضابط يقوم بتشغيل تسجيل لما قالته وطن ووالدها عبر الشاشات الظل يرى حبيبته للمرة الأولى لكنه لا يستطيع أن يظهر ذلك أمام أحد .هو ينظر إلى حبيبته ويطيل النظر ، كأنه في حلم !! يسأله الضابط : ما رأيك فيما قالته ؟ الظل يجيب : هي قالت إيه ؟ الضابط منفعلًا : يا بني ركز شويه حرام عليك مفيش وقت• حانت اللحظة المنتظرة من قبل الجماهير بالخارج :كاميرات التليفزيون تنتقل إلى مبنى الأمن الوطني المصري لنقل اللقاء المرتقب على الهواء للجماهير الغاضبة بالخارج ، بالتزامن مع انتشار أخبار عاجلة عن خروج الظل من محبسه وإمكانية ظهوره للمرة الأولى عبر الشاشات.. سيطرت حالة من التفاؤل والسعادة على الجميع في هذه الأوقات.

مشاركة :