إن تحرير الإنسانية من العواصف وأجنحة الطواحين، يعد شجاعة مطلقة، وتفاعلا منطقيا لأن الطرق المغايرة تخلق ظروفا جديدة وتحول القلق والرتابة إلى حالة أكثر إيجابية، لذلك لابد أن يكون بناء النظريات فكرياً صرفاً قبل أن تخضع لقانون الواقع ومنهج التركيب والتلقين. لقد رحب الشعب السعودي بالأوامر الملكية الجديدة والتعيينات الوزارية ما يجعلنا نقول إن الحكمة في اتخاذ القرار توافق الحق والصواب، ومن روائع الأقوال التي دونها فوفنارغ:إن رجالات السياسة يعرفون البشر أكثر مما يعرفهم الفلاسفة ويعني هنا أنهم هم الفلاسفة الحقيقون. ولطالما آمنا بحكمة وعقلانية وسياسة الملك سلمان عطفاً على تاريخه الزاخر ومرافقته للملوك ومواقفه الواعية وربطه للوسائل بالغايات، وسعيه إلى تحقيق عدالة اجتماعية وبذل الخيرالأسمى لجميع طوائف المجتمع دون استثناء. في هذا المقام سنطرح بعض الرؤى التي تختصر الطرق الطويلة إلى النجاح فيما يخص البطالة والمشاريع المتعثرة ونقل المعلمات إلى قرى وهجر نائية كلفت اغلبهن حياتهن فكان الشقاء ضعف الفائدة، والعائد كان سلبياً على أسرهن ونفسياتهن، علَ الله يكتب لهذا الملف النظر والعناية. أليس من المدهش أن نكون من ضمن الشعوب الأكثر سعادة وفقا للتصنيف العالمي حسب التقارير للقائمة التي تضمنت 50 شعباً وأدرجت شعبنا في المركز ال 26 من بين خمسين دولة وهذا يعتبر مؤشر استقرار لتضاؤل نسبة الفساد ونجاح السياسة والتنمية الاقتصادية وتعزيز إيرادات الدولة وحجم الإنفاق الحكومي لصنع مستقبل باهر. إذن، بمقدورنا تخطي الصعاب وها نحن ننجح في معايير السعادة وهذا دليل قاطع أن حكومة هذا البلد المعطاء في سباق مع الزمن، وفي مصاف الدول المتقدمة ترسم حفظها الله خطط التنمية بإتقان. أما من حيث المشاريع المتعثرة والمبالغ التي رُصدت لها يا حبذا لو يجري البحث في أصول المشروع ومساءلة الجهة التي لم تف بوعدها، ويخصم من ميزانيتها الخاصة كشرط جزائي ويتم تكليف القائمين على هذه الوزارة أو الجهة بإتمامه تحت بند زمني محدد، وإلزام الهيئات والوزارات بطرح وظائف للعاطلين عن العمل وفي نهاية كل عام هجري يجري بحث لنتائج ونجاحات وإخفاقات كل وزارة، إذا ما أردنا تقليص هذه النسب من البطالة والفساد. فهناك كثير يعلم حجم الإنفاق الهائل على بعض المشاريع ولكن أينها على أرض الواقع؟ وما مدى مسؤولية هيئة مكافحة الفساد، سؤال يدور في أعماق العقل الباطن وقد تراكم وازداد سلبية ينتظر تغير الأسباب؟ ومن حيث المنطق يجدر بنا مناقشة هذه الملفات التي تعنى بخصوصية الإنسان وحياته العملية والاجتماعية ومراعاة الخسائر الكبيرة في الأرواح، وترك أطفال أيتام بلا أمهات، لماذا نضطر إلى ارتكاب الصعب بتعيين معلمات في مناطق نائية، علماً أن أهم الخدمات مفقودة من حيث المواصلات الآمنة ومحطات واستراحات الطرق غير لائقة، فهناك مئات من المعلمات تم تعيينهن في مناطق نائية لا يملكن إلا أن يذهبن للعمل من الساعة الرابعة فجراً يومياً، ولو أخذنا في الاعتبار تعيين الأقرب في الأقرب للهجر والقرى لهانت المشقة والعسر وقال صلى الله عليه وسلم:(يسروا ولا تعسروا واسكنوا ولا تنفروا). نحن اليوم في عهد الملك سلمان المثقف والقارئ الجيد وهو القادر على تبين الأخطاء وكشف الفساد ومعرفة المتعثرين في أعمالهم وتكليفهم بإصلاح الخلل، لكيلا يترك الفساد ندوبا في وجه التنمية وحتى لا تظل البنية نفسها لا تتغير.
مشاركة :