مواصفات جديدة للحقيبة التعليمية - مهـا محمد الشريف

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إن العقل يقوم بالأعمال التي تقتضيها الغريزة وبناء عليه يبني الفرد ذاته ومجتمعه وعمله ومصالحه الشخصية ويحدد انصياعه للقيود والقرارات والضوابط وما يلزمه في الحياة، ورغم ما تشهده المنطقة من تقدم تقني وعلمي ودعم متزايد من الوسائل الأساسية التي تدفع إلى عملية التطور وجهد غير مسبوق لتحقيق الأهداف إلا أنه يجب التعرف على العوامل المؤثرة في السلوك الإنساني، والتعامل مع المستجدات الراهنة وخاصة في العالم العربي وما خلفه الربيع العربي من فوضى وتشتت وأساليب وأدوات تباينت أضرارها وتكوينها على المنطقة والشباب، وانهارت بعض اتجاهاتها ونظمها الاجتماعية، فالنقص واضح وملموس في البحوث والدراسات العلمية التي تتسم بالدقة وتعالج المتغيرات المفاجئة في السلوك الإنساني وما طرأ عليه من تحول للطموحات عند البعض من الشباب، ثم تحولت إلى أخرى مدمرة فكانت النتائج الملفتة للنظر مثيرة، وتستدعي علاجا ناجعا وبيانات ودراسات تحسن أوضاعها وتهدف إلى النهوض بالشباب المأخوذ من زمنه إلى آخر أكثر تصحراً وجفافاً. وقد تحدث السفير مارك ليال غرانت رئيس بعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة عن التطرف وسبل مكافحته عبر التعليم وعن الأعمال الوحشية التي يقوم بها الشباب في السنوات الأخيرة، وقد واجه الشباب في أنحاء العالم مزيداً من العنف، وشدد غرانت على ضرورة التعليم ومناقشة حلول مناسبة تحفز على الفهم والإدراك ومواجهة الأدوار الأكثر عدائية. ويجب الاهتمام بتوفير قاعدة بيانات تحصي الخلل، وتتغلب على مشكلة ارتفاع معدلات الجريمة والإرهاب والاستعانة بوسائل تحض على أهمية مهارات التفكير وليس الحفظ والتلقين؛ فالتعليم له دور كبير في نجاح المجتمعات وله أطر شاملة تنضوي تحت هذا النجاح وخصوصاً في المدن والمجتمعات المغلقة. كما أن التطوير لا يقتصر على مناهج جديدة وموضوعات مختلفة بل هنا نجسد الحاجة للدور الأهم وهو تنمية المعلم مهنياً وتقنياً وتربوياً واعتبرت (منظمة اليونسكو): "إعداد المعلم إستراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر فالمعلمون والإداريون بحاجة لتنمية ثقافة التمهن في المؤسسة التربوية وتعميق الإحساس بالانتماء المهني للعاملين في الحقل التربوي، كما جاء في بعض نقاط تنمية المعلم مهنياً وإتاحة الفرص أمام المتميزين والمبدعين للتدرج الوظيفي والترقي، وترسيخ مبدأ التعلم الذاتي والمستمر لضمان ديمومة التطوير والنماء التربوي، وبناء القدرات الوطنية القادرة على تلبية التنمية الشاملة". وينبغي الأخذ في الاعتبار أن البناء النفسي والوجداني للطفل من المهام الحيوية في الخطة التعليمية، أما غياب هذا البناء فله أثر سلبي على التحصيل الدراسي، ومخاطبة الأرواح قبل العقول تعد من استراتيجيات الذكاء العاطفي وتطبيقها في التعليم يطور من قدرات ذكاء الطالب ويحثه على الاجتهاد الشخصي والثقة بالنفس، أما انعدام مقاييس هذه العلاقة فإنه يجذر العنف والسلبية والتحدي ويسبب نزعة من الانتقام لكل من حوله، فالنفوس التي أثبتت تعاطي الحرمان وسوء إدارة العاطفة في الحقيبة التعليمية فقدت مهارات ونشاط الذكاء الانفعالي وعلاقة التعاطف بالكادر التعليمي. إذن، العلاج في استثمار التعليم وضرورة إدارة العواطف والانفعالات علما أن 67% من سكان المملكة يمثلون فئة الشباب بمعنى أن الدولة فتية شابة تحتاج إلى برامج واستراتيجيات للذكاء العاطفي وتطبيقاتها في التعليم وفق معايير عالية تناسب العصر وقدرات الشباب الفكرية.

مشاركة :