أعلن زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي أمس أن 22 شخصاً قتلوا خلال التظاهرات التي هزت عدداً من مدن البلاد بعد إعلان زيادة في أسعار الخبز. وكانت يتحدث في مؤتمر صحافي في أم درمان، ودافع عن مسيرات الاحتجاج مؤكداً أن «هذا التحرك مشروع قانوناً» ومرتبط بتردي الأوضاع وسيستمر، مشيراً إلى أن «الناس يحركها تردي الخدمات». والمهدي الذي يقود أحد أقدم الأحزاب السياسية في السودان، كان آخر رئيس للحكومة منتخب ديموقراطياً. وطرد من السلطة بانقلاب حمل الرئيس عمر البشير إلى السلطة عام 1989، واضطر لمغادرة البلاد مرات وعاد هذا الأسبوع. وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير قراراً بتعيين ضابط في جهاز الأمن والمخابرات والياً لمنطقة القضارف التي شهدت احتجاجات على ارتفاع اسعار الخبز، وذلك خلفاً للوالي الذي قتل بتحطم مروحية قبل أسابيع. وأفادت «وكالة الأنباء السودانية الرسمية» (سونا) أمس بأن البشير عيّن «العميد أمن مبارك محمد شمت والياً على القضارف». وكان الوالي السابق ميرغني صالح قتل بحادث تحطم مروحية قبل ثلاثة أسابيع. وشهدت ولاية القضارف (تبعد 550 كلم شرق العاصمة) احتجاجات على ارتفاع سعر الخبز، أوقعت 8 قتلى الخميس في صفوف المتظاهرين». وبدأت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز الأربعاء في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شمالها وامتدت الخميس الى مدن أخرى بينها الخرطوم التي تواصلت فيها الاحتجاجات حتى فجر الجمعة، قبل أن تسودها ساعات من الهدوء . وعانت المدن السودانية من شح في الخبز على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية .ويستهلك السودان 2.5 مليون طن من القمح سنوياً، ينتج منها 40 في المئة ويواجه المصرف المركزي صعوبات في توفير النقد الاجنبي منذ انفصال جنوب السودان عام 2011 وفقدان البلاد عائدات النفط. وتراجعت قيمة الجنيه كما ارتفع معدل التضخم ووصل الى 69 في المئة، وفقاً لتقارير رسمية. إلى ذلك، قال مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات إن محتجاً في مدينة عطبرة شمال السودان لقي حتفه الجمعة بينما تجمع متظاهرون في أنحاء البلاد لليوم الثالث احتجاجا على ارتفاع الأسعار والفساد. وتحدث مستخدمو الإنترنت عن مشاكل في الوصول إلى الخدمة واتهم بعضهم الحكومة بحجب مواقع تواصل الاجتماعي بما في ذلك «فيسبوك» و»تويتر» و»واتساب»، في محاولة لمنع المحتجين من التواصل. ويتزايد الغضب في السودان بسبب ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية، منها تضاعف سعر الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من المصارف. وقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص الخميس خلال احتجاجات أوسع عندما دعا بعض المتظاهرين إلى الإطاحة بالبشير. وأكدت الأجهزة الأمنية أنها تحلت بضبط النفس في احتواء احتجاجات الخميس في مناطق بعيدة مثل دنقلا في الشمال والقضارف في الشرق. ولام الناطق الرسمي باسم الحكومة «مندسين» أخرجوا التظاهرات عن مسارها وحولوها إلى «نشاط تخريبي». وفي مؤتمر صحفي نادر، قال مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات صلاح عبد الله محمد صالح إن السلطات اعتقلت 7 أشخاص على صلة بحرق مكاتب الحزب الحاكم. «انفلات الأمن» وقال صالح المعروف أيضاً باسم صلاح قوش: «يجب أن نتحلى بضبط النفس وندير الأمور بحكمة ونحافظ على أرواح الناس والممتلكات العامة ولا تزعجنا التظاهرات ولكن يزعجنا انفلات عقد الأمن». وذكر أن شخصاً قتل أثناء هجوم على مركز للشرطة في عطبرة. ولام متمردين تربطهم صلات بإسرائيل، وقال إن شبكة في العاصمة الكينية نيروبي جاءت بهم إلى السودان لإثارة العنف. وكثفت الشرطة وجودها خارج المساجد الرئيسية في الخرطوم قبل تظاهرات متوقعة لليوم الثالث، فيما روى شهود أن تظاهرات صغيرة أخرى خردت في ثماني ضواح في الخرطوم الجمعة. وذكرت وسائل الإعلام أن السلطات أعلنت «الطوارئ» وحظر تجول في مدن في أربع ولايات، في حينه أكدت المحطة 24 التلفزيونية الخاصة إن وزارة التعليم علّقت الدراسة في بعض المدارس والجامعات في ولايات القضارف والنيل الأبيض ونهر النيل. وأعلنت الوزارة أنها ستغلق الجامعات في ولاية الخرطوم والمدارس ودور الحضانة في العاصمة. ويواجه اقتصاد السودان صعوبة بالغة في التعافي بعدما فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وهو المصدر الأساس للعملة الصعبة، منذ انفصل الجنوب عام 2011 آخذاً معه معظم حقول النفط.
مشاركة :